باب العطف وهو النسق
  وقد جاء في الشعر أبيات حملت على الضرورة من ذلك:
  ........................... ... فَاذْهَبْ فَما بك وَالأَيَّامِ مِنْ عَجَبِ
  والتقدير: فما بك وبالأيام، ومنها(١):
  ١٠٥ - أكر(٢) عَلى الكتيبة لا أبالي ... أحتفي كان فيها أَمْ سواها
  تقديره: أَم في سواها.
  قال أبو سعيد(٣): وهذا ليس بحُجَّة؛ لأنَّ (سواء) ظرف، فيجوزُ بلا إِظْهَارِ (في)، كما تقولُ: أفي(٤) اليوم كان خُروج زيد أمْ يَوْم(٥) الجمعة، فأما قراءَةُ حَمْزَةَ {وَاتَّقُوا اللَّهَ الَّذِي تَسَاءَلُونَ بِهِ وَالْأَرْحَامَ}(٦) بعطف الأرحام على الضمير المجرور [فقيل](٧) إِنما جرَّ (الأرْحامَ) بعامل دلَّ عليه الأوَّلُ لا بِالأَوَّل(٨). والله أعلم.
(١) البيت للعباس بن مرداس.
١٠٥ - البيت من الوافر وهو في ديوانه: ١١٠، وانظر الإنصاف: ١/ ٢٩٦، ٢/ ٤٦٤، وشرح الكافية الشافية: ٣/ ١٢٥٢، والبحر المحيط: ٢/ ١٤٨، والحماسة الشجرية: ١/ ١٣٣.
(٢) في الأصل: (أكثر)، وهو تحريف، والتصويب من (ع).
(٣) شرح الكتاب للسيرافي: ج ٣ / الورقة: ١٥٧ / (آ).
(٤) في (ع): (تقول: في) بسقوط همزة الاستفهام.
(٥) في الأصل: (أم في يوم ...) بإقحام (في).
(٦) النساء: (١).
(٧) (فقيل): ساقطة من الأصل، وفي (ع): (وقيل) بالواو.
(٨) مسألة العطف على الضمير المجرور من المسائل التي اختلف فيها نحاة المصرين انظر الإنصاف المسألة رقم (٦٥) ٢/ ٤٦٣، وانظر إعراب القرآن للنحاس: ٣٩٠ - ٣٩١.