البيان في شرح اللمع لابن جني،

عمر الكوفي أبو البركات (المتوفى: 539 هـ)

باب العطف وهو النسق

صفحة 320 - الجزء 1

  تقليلها ولا تكثيرها، فلم يحسن دخول (رُبِّ) عليها. فأما قولهم⁣(⁣١): «يارب غابطنا»⁣(⁣٢) (⁣٣) فهو على طريقة التنوين، والتقدير: يارب غابط⁣(⁣٤) لنا، وقد تقدم ذكره، وكذلك قولهم: «رَبَّهُ رَجُلاً»،⁣(⁣٥)، إنما جاز دخول (رب) على الهاء لكونها غير راجعة إلى مذكور، فأشبهت بإبهامها النكرات فجاز دخول [رب]⁣(⁣٦) عليها.

  ومن علامات النكرة أن يدخل عليها الألف واللام، نحو: رجل، فتقول: الرجل، فإذا أدخلا⁣(⁣٧) عليها صارت معرفةً. والمعرفة ما سوى ذلك.

  قال: «واعلم أنَّ بعض النكرات أعم وأشيع من بعض. فأعم الأشياء وأبهمها (شيء)، وهو يقع على الموجود والمعدوم جميعا. قال الله سبحانه: {إِنَّ زَلْزَلَةَ السَّاعَةِ شَيْءٌ عَظِيمٌ ١}⁣(⁣٨). فسماها (شيئًا)


(١) (قولهم): ليست في (ع).

(٢) في (ع): (غائظنا)، بالظاء المعجمة، وهو تصحيف.

(٣) القول جزء من بيت الجرير من قصيدة يهجو بها الأخطل، والبيت بتمامه:

يارب غابطنا لَوْ كُن يَطلُبُكُمْ ... لاقى مُباعَدَةٌ مِنْكُمْ وَحرَّمانا

وهو من البحر البسيط.

انظر الديوان: ٤٩٢، وسيبويه: ١/ ٢١٢، والمقتضب: ٣/ ٢٢٧، ٤/ ١٥٠، ٢٨٩، والجمل: ١٠٣، والتبصرة: ١/ ١٧٦، والمقاصد: ٣/ ٣٦٤، والتصريح: ٢/ ٢٨. وصدره في ابن يعيش: ٣/ ٥١، والمغنى: ٥٦٥، والهمع: ٢/ ٤٧.

(٤) في (ع): (غائظ)، وهو تصحيف.

(٥) تقدم القول ص ٢٥١ وسيأتي في ص ٤٧٥.

(٦) تكملة من (ع).

(٧) في (ع): (دخلا).

(٨) الحج: (١).