باب العطف وهو النسق
  تقليلها ولا تكثيرها، فلم يحسن دخول (رُبِّ) عليها. فأما قولهم(١): «يارب غابطنا»(٢) (٣) فهو على طريقة التنوين، والتقدير: يارب غابط(٤) لنا، وقد تقدم ذكره، وكذلك قولهم: «رَبَّهُ رَجُلاً»،(٥)، إنما جاز دخول (رب) على الهاء لكونها غير راجعة إلى مذكور، فأشبهت بإبهامها النكرات فجاز دخول [رب](٦) عليها.
  ومن علامات النكرة أن يدخل عليها الألف واللام، نحو: رجل، فتقول: الرجل، فإذا أدخلا(٧) عليها صارت معرفةً. والمعرفة ما سوى ذلك.
  قال: «واعلم أنَّ بعض النكرات أعم وأشيع من بعض. فأعم الأشياء وأبهمها (شيء)، وهو يقع على الموجود والمعدوم جميعا. قال الله سبحانه: {إِنَّ زَلْزَلَةَ السَّاعَةِ شَيْءٌ عَظِيمٌ ١}(٨). فسماها (شيئًا)
(١) (قولهم): ليست في (ع).
(٢) في (ع): (غائظنا)، بالظاء المعجمة، وهو تصحيف.
(٣) القول جزء من بيت الجرير من قصيدة يهجو بها الأخطل، والبيت بتمامه:
يارب غابطنا لَوْ كُن يَطلُبُكُمْ ... لاقى مُباعَدَةٌ مِنْكُمْ وَحرَّمانا
وهو من البحر البسيط.
انظر الديوان: ٤٩٢، وسيبويه: ١/ ٢١٢، والمقتضب: ٣/ ٢٢٧، ٤/ ١٥٠، ٢٨٩، والجمل: ١٠٣، والتبصرة: ١/ ١٧٦، والمقاصد: ٣/ ٣٦٤، والتصريح: ٢/ ٢٨. وصدره في ابن يعيش: ٣/ ٥١، والمغنى: ٥٦٥، والهمع: ٢/ ٤٧.
(٤) في (ع): (غائظ)، وهو تصحيف.
(٥) تقدم القول ص ٢٥١ وسيأتي في ص ٤٧٥.
(٦) تكملة من (ع).
(٧) في (ع): (دخلا).
(٨) الحج: (١).