باب العطف وهو النسق
  وقد بيّنا أيضًا أنّ المبهم جميعه. مبني، لكون معناه في غيره فتكتفي(١) به ولا تزيد عليه؛ لئلا يطول الكلام عليه؛ لأن مبنى. هذا الكتاب على الاختصار.
  فأما (ذا) فموضوع لإشارة المذكر الحاضر. وإن أشرت إلى مؤنث قلت: (تا، وَذي، وهذه) تُبدل(٢) من الياء هاء، هذا هو المعول عليه فحصل معك للمؤنث أصلان (تا، و ذي). فإن ثنيت قُلْتَ في المذكر (ذان) فإن أدخلت حرف التنبيه قلت (هذان) فتزيد ألفا للتثنية ونونا بعدها فيصير معك ألفان، الألف الأصلية والألف الطارئة، وهما ساكنان ولا يمكن الجمع بينهما، ولا تحريك إحداهما فحذفت الألف الأولى؛ لأن ألف التثنية تنوب عنها؛ ولأنّ(٣) ألف التثنية دخلت لمعنى فكانت أولى بالإثبات.
  وتقول في تثنية المؤنّث (تان) فإذا أدْخَلْتَ حرف التنبيه(٤) قلت (هاتان) ولا يجوز أن يُثنّى المؤنث بغير تاء؛ لئلا يلتبس بالمذكر. والعلة في (تا، وذا) واحدة(٥).
  فإن قيل فهلاً قلبتم الألف الأولى من (ذا، و تا) ياء كما قلبتم ألف (عصا، وَرَحْى، وَحُبْلى)(٦). قيل له: تلك ألفات في تقدير الحركات فلهذا قلبن وليس كذلك هذه الألف؛ لأن المبهم ألفه ساكنة لفظا وتقديراً؛ لأنه مبني غير معرب فلا تدخله حركة بحال فَافْتَرَق(٧) الأمر بينهما.
(١) في الأصل (فنكفي)، وهو تصحيف، والتصويب من (ع).
(٢) في الأصل ضبطت (تُبَدِّلُ)، وما أثبته من (ع).
(٣) في (ع): (وان)، وهو تحريف.
(٤) في الأصل: (حرف التَّثنية)، وهو تصحيف، والتصويب من (ع).
(٥) أي علة حذف الألف عندما تلاقي ألف التثنية.
(٦) انظر ص ٢٨٣ الحاشية رقم (٣).
(٧) في (ع): (فافترقت الحال ..).