البيان في شرح اللمع لابن جني،

عمر الكوفي أبو البركات (المتوفى: 539 هـ)

باب العطف وهو النسق

صفحة 359 - الجزء 1

  فإن قيل: فقد قلبتم ألفه في التصغير ياءً فقلتم⁣(⁣١): (ذيّا، وَنَيّا) / فهلاً قلبتموها أيضا في التثنية. قيل له: حكم التصغير لا يشبه⁣(⁣٢) التثنية؛ لأن التصغير يَرُدُّ الأشياء⁣(⁣٣) إلى أصولها، ألا تراهم قالوا: (يُدَيَّةٌ) في تصغير (يد)، و (دمي) في تصغير (دَم)، وقالوا في التثنية (يدان، ودمان)، قال الله تعالى: {لِمَا خَلَقْتُ بِيَدَيَّ}⁣(⁣٤) وقال تعالى: {بَلْ يَدَاهُ مَبْسُوطَتَانِ}⁣(⁣٥).

  فإن قال قائل: فهذا المبهم مبني غير معرب فكيف لحقته النون؟ وإنما هي عوض من الحركة والتنوين ولا حركة ولا تنوين في المبهم. قيل له: قد مضى بيان ذلك فيما تقدم في باب التثنية⁣(⁣٦). وأيضًا فإنَّ هذه النون دخلت عوضاً من الألف المحذوفة حتى لا يُجْحَفَ بالاسم المبني.

  فإن أشرت إلى الغائب⁣(⁣٧) زدت لاما للبعد فقلت (ذلك)، فإن ثنيته قلت (ذانك) في حال الرفع، و (ذَيْنكَ) في حال النصب والجر. وتقول للغائبة (تِلْكَ) فإن ثنيت قلت (تانك) في حال الرّفع و (تَيْنكَ) في حال الجر والنصب.

  فإن قيل: كيف جعلوا تثنية (ذلك): (ذانَّكَ)، و (تلك): (تانك). قيل له: الأصل في (ذلك): (ذالنك)، وفي (تلك): (تالنَّكَ) فتجتمع اللام مع النون، وهي


(١) من (ع): في الأصل: (قلت).

(٢) في الأصل: (لا يشتبه)، وهو تحريف، والتصويب من (ع).

(٣) في (ع): (الأسماء).

(٤) ص: (٧٥).

(٥) المائدة: (٦٤).

(٦) انظر ص ٧٣ وما بعدها.

(٧) في (ع): (إلى غائب).