باب النداء
  يا غُلاما لا تفعل، وياربا تجاوز عنا. فإن وقفت عليها ألحقتها هاء(١) للسكوت، فتقول: يا غلاماه وعليه قولهم: يا أباه، ويا أُمّاه. وعليه قول الشاعر:
  فَهِيَ تُرَثي بابا وابنيما
  وقد روي هذا المصراع بروايات(٢): يروى (بأبا وَأَبْناما)، وَ بِأَبِي وَابْنَيْما)(٣)، ويروى (بابا وَابْنَيْما)، وإنما هذا على حسب ما يجيء معه من الشعر، وكأن الشاعر(٤) سمع امرأة ترثي أباها وابنها. قال (أبو سعيد) في شرح الكتاب(٥): لا يجوز (وأبناما)؛ لأن القصيدة مُرْدَفَةٌ بالياء(٦)، و (ما)(٧) في هذا المصراع صلة(٨)، كان ردفها الياء فلا يجوز أن تقع معها ألف(٩)، وفي القصيدة(١٠):
(١) في (ع): (لحقتها هاء).
(٢) في (ع): (روايات) بغير باء.
(٣) (وابنيما): ساقطة من (ع).
(٤) في (ع): (وكان الشاعر).
(٥) الشرح: ج ٣ / الورقة: ٥٤/ (أ).
(٦) الردف في اصطلاح العروضيين هو: ألف أو واو أو ياء سوا قبل حرف الروي. والواو والياء تجتمعان في قصيدة واحدة، وأما الألف فلا يكون معها غيرها. انظر الوافي في العروض والقوافي: ٢٢٦ - ٢٢٧.
(٧) في الأصل (وما ما في هذا ..) بإقحام (ما) الثانية.
(٨) (وما في هذا المصراع صلة): ساقط من (ع).
(٩) «... واحتمل الجمع بين الياء والألف هاهنا؛ لأنه أراد الحكاية كان النادبة آثرت واابنا على والبني؛ لأنّ الألف هاهنا أَمْتَعُ ندباً وأَمَدُّ للصوت إذ في الألف من ذلك ما ليس في الياء ولذلك قال بابا، ولم يقل: بأبي، والحكاية قد يُحتمل فيها ما لا يحتمل في غيرها .... اللسان (بني) وانظر (رثا).
(١٠) هذه الأبيات ليست في القصيدة المثبتة في ملحقات ديوان رؤبة ص ١٥٨، وهي في شرح السيرافي: ج ٣ / الورقة: ٥٤ / (أ).
النوى: البعد، الرقى: جمع رقية وهي العوذة القطوم: الاشتهاء ولعله يريد بها هنا الشوق والحنين.