باب النداء
  ١٢٩ - فَهِيَ تُرنّي بابا وابناما»
  اعلم أن المذهب الجيّد في هذه الوجوه حذف الياء من المضاف والاكتفاء بالكسرة عنها(١)، تقول: يا غُلام، وعليه التنزيل {يَا عِبَادِ فَاتَّقُونِ ١٦}(٢)؛ وذلك لأنّ الياء تنزّلت منزلة التنوين في هذا الاسم فكما تحذف التنوين ولا تقف عليه فكذلك(٣) تحذف الياء.
  والوجه الثاني: إثبات الياء ساكنة / لغة لبعض العرب(٤) وقرأ أبو عمرو(٥): {يَاعِبَادِي فَاتَّقُونِ ١٦}.
  والوجه الثالث: أن تُفْتَحَ الياء وهو الأصل فيها؛ وإنّما أُسْكِنَتْ لضرب من التخفيف، وإنما كان أصلها الفتح؛ لأنّها على حرف واحد فبني على حركة؛ لئلا يُجحف به، وأخف الحركات الفتح.
  والوجه الرابع: أن تقلب من فتحتها ألفًا؛ لأنّ الألف أخف عليهم، فتقول:
١٢٩ - البيت من مشطور الرجز.
هو برواية (... وابناما) في اللسان: (بنى) و (رثا)، وبرواية: (... وابنيما) في سيبويه: ١/ ٣٢٢، والمقتضب: ٤/ ٢٧٢، وابن يعيش ٢/ ١٢، واللسان: (بني) و (رثا)، وملحقات ديوان رؤبة: ١٨٥. وضبطت (تُرثّي) بضم التاء وكسر الثاء في الأصل و (ع) واللسان: (رثا)، وفي بقية المراجع ضبطت (ترثّى) بفتح التاء والثاء.
(١) في الأصل: (عنه)، وما أثبته من (ع).
(٢) الزمر: (١٦).
(٣) في الأصل: (وكذلك)، وما أثبته من (ع).
(٤) ذكر ذلك سيبويه، ولم يحددهم. الكتاب: ١/ ٣١٦.
(٥) إثبات الياء في هذه الآية غير معروف عند القراء عن أبي عمرو، ونُسب ذلك إلى رويس كما في الإتحاف ٤٥٩: «واختلف عن رويس في «عباد» فجمهور العراقيين على إثباتها عنه، والآخرون على الحذف، وهو القياس» والآية استشهد بها سيبويه: ١/ ٣١٦ على حذف ياء المتكلم في النداء اجتزاء بالكسرة، ثم قال بعد ذلك: «وكان أبو عمرو يقول: {يَاعِبَادِي فَاتَّقُونِ ١٦}».