البيان في شرح اللمع لابن جني،

عمر الكوفي أبو البركات (المتوفى: 539 هـ)

باب الترخيم

صفحة 394 - الجزء 1

  شيئًا. الأول منهما: نحو قولك في (حارث): (يا حار)، وفي (مالك) (يا مال)، وفي (جَعْفَر): (يا جعف)، وفي (برثن): (يا برث) وفي (قمطر): (ياقِمَط)، قال (زُهير):

  ١٤٥ - يا حارِ لا أُرمين مِنْكُمْ بِداهِيَةٍ ... لَمْ يَلْقَها سوقَةٌ قَبْلِي وَلَا مَلِكُ

  الثاني: نحو قولك في (حارث): (يا حار)، وفي (جعفر): (يا جعف)، وفي (أَحْمَدَ)⁣(⁣١): (يا أحم).

  اعلم أن العرب لم تُرخم إلا ما كان مفرداً، علما، على أكثر من ثلاثة أحرف منادى، طلبا للتخفيف على ما تقدم، أو كان فيه هاء التأنيث، سواء كان على ثلاثة أحرف أو أكثر، هذا / مذهب البصريين. وعند الكوفيين يجوز ترخيم الثلاثي⁣(⁣٢).

  واعلم أنك لا ترحم مستغاثًا به ولا منادى معرباً، مفرداً كان أو مضافًا. وإنما اختص الترخيم بأسماء الأعلام؛ لأنّ النّداء غَيَّرَها عما كانت عليه فنقلها من الإعراب إلى البناء. فلما قَوِيَ النّداء على بناء الأعلام قوي على نقص حرف منها؛ لأن ذلك تغيير لها والتغيير يُؤنس بالتغيير⁣(⁣٣). ولم يجز أن تُرَخَّمَ مضافًا؛ لأنّه معرب منصوب في النداء، ولا معربا؛ لأن النداء لم يُغَيره. وللعرب في ذلك مذهبان:

  أحدهما: أن تحذف الحرف الأخير وتجعل ما قبله من الحروف على حركته


١٤٥ - البيت من البسيط.

وهو في ديوانه: ٥١، وانظر الجمل: ١٨٢، والتبصرة: ١/ ٣٦٧، وأمالي ابن الشجري: ٢/ ٨٠، وابن يعيش: ٢/ ٢٢، والمقاصد: ٤/ ٢٧٦.

وصدره في الهمع: ١/ ١٨٤.

(١) في الأصل ضبطت (أحمد) مصرفة، وهو خطأ، والتصويب من (ع). وفي (مل) رسمت (أحمر) بالراء.

(٢) انظر الإنصاف المسألة رقم (٤٩): ١/ ٣٥٦، وشرح الكافية: ١/ ١٤٩.

(٣) في الأصل (... تَغيَّر لها والتَّغَيرُ يُؤْنِسُ بالتَّغَيرِ) وهو تصحيف، والتصويب من (ع).