باب الترخيم
  قال: «فإن كان الاسم على ثلاثة أحرف لم يجز أن ترخمه؛ لأنه أقل الأصول، فلم يحتمل / الحذف؛ لئلا يلحقه الإجحاف(١). فإن كان الثالث(٢) هاء التأنيث جاز ترخيمه، تقول في ترخيم (ثُبَةَ): يا ثُبَ أَقْبِلْ(٣)، ومَن قال (يا حار) قال (يا ثب)».
  اعلم أنه(٤) قد ذكرنا أنه لا يرحم اسم على ثلاثة أحرف الموضع الإجحاف به. وأجمع البصريون، و (الكسائي)(٥) على أن الاسم إذا كان على ثلاثة أحرف وليس الحرف الثالث هاء التأنيث أنه(٦) لا يرخم سواء كان أوسطه متحركا أو ساكنا كرجل سميته بـ (قَدَم) أو (كتف) أو (بَكْرٍ) أو (عَمْرو)(٧)؛ لأن الثلاثة هي النهاية عندهم في القلة؛ ولأن ما كان على حرفين من الحروف ومن الأسماء غير المتمكنة لو سمينا به رجلاً لاضطرنا تصغيره إلى ثلاثة كرجل سميته بـ (قد) أو (كم)، تقول في تصغيره: (قُدَي) و (كمي). وعن (الفراء) أنه يجوز ترخيم الثلاثي إذا كان وسطه(٨) متحركا(٩) نحو (عَضُد، وكتف، وَفَخِذ) قال: لأن في الأسماء نحو (يَد، وَدَم). وهذا غير صحيح؛ لأنّ هذه الأسماء منقوصة، نقص منها حروف معتلة.
(١) في (مل): (الإجحاف به) بإقحام (به).
(٢) في (ع): (ثالثه).
(٣) (أقبل): ساقطة من (ع).
(٤) في (ع): (أنا).
(٥) انظر الهمع: ١/ ١٨٢.
(٦) في (ع): (لأنّه) بإقحام اللام.
(٧) في (ع): (وعمرو).
(٨) في (ع): (... يجوز أن يُرَخَّمَ الثلاثي إذا كان أوسطه ...).
(٩) انظر شرح الكافية للرضي: ١/ ١٤٩، والهمع: ١/ ١٨٢.