البيان في شرح اللمع لابن جني،

عمر الكوفي أبو البركات (المتوفى: 539 هـ)

باب إعراب الأفعال وبنائها

صفحة 414 - الجزء 1

  لضمة الواو، فتقول: ضَرَبُوا، وخَرَجُوا.

  الثاني: أمثلة الأمر للمواجه مما لاحرف مضارعة فيه، وهو مبني على السكون؛ لأن السكون هو الأصل في البناء، وإذا جاء الشيء على أصله لم يحتج إلى تعليله. هذا [مذهب (سيبَوَيْهِ) والبصريين]⁣(⁣١) (⁣٢). وعند الكوفيين⁣(⁣٣) أنه معرب، والتقدير فيه لام محذوفة، [فإذا قلت: اضْرِب، كان التقدير]: لتضرب. وأجيب عن ذلك بأن عوامل⁣(⁣٤) الأفعال لا تعمل مع الحذف، وأيضًا فإن خطاب المواجه بالتاء لم يكثر في كلام العرب⁣(⁣٥) حتى يُخَفَّفَ بالحذف، فلما كان كذلك وكان هذا الفعل للمواجه، ليس في أوله إحدى الزوائد الأربع، صح أنه مبني غير معرب.

  الثالث: كل فعل اتصل به نون جماعة المؤنّث، نحو: هُنَّ يَفْعَلْنَ، وَيَضْرِبْنَ، وَيَخْرُجْنَ، تقول من ذلك: هُنَّ يَضْرِبْنَ، وَلَنْ يَضْرِبْنَ، وَلَمْ يَضْرِبْنَ، على حالة واحدة في الرفع والنصب والجزم، وبني على السكون؛ لأنهم حملوا (يَضْرِبْنَ) على (ضَرَبْنَ) فَبَنَوهُ مثله تشبيها به؛ لأنّهم شبهوا الفعل بالاسم فأعربوه، فتشبيه الفعل بالفعل أولى. والنّون مفتوحة لاجتماع الساكنين. وإنّما بُني هذا الفعل مع النون؛ لأنها لو سقطت لنصب أو جزم بَطَلَتْ عَلامَةُ التأنيث واشتبه⁣(⁣٦) بالواحد المذكر⁣(⁣٧) فَأَوْجَبَ ذلك بناءً الفعل معها.

  الرابع: كل فعل لحقته النون المشددة للتأكيد، نحو قولك: هَلْ تَضْرِبَنَّ زَيْدًا،


(١) في (ع): (وسائر البصريين).

(٢) انظر سيبويه: ١/ ٤، والإنصاف المسألة رقم (٧٢): ٢/ ٥٢٤، وشرح الكافية للرضي: ٢/ ٢٦٨.

(٣) انظر الإنصاف وشرح الرضي نفس الصفحتين السابقتين.

(٤) في الأصل: (عامل) وهو تحريف، والتصويب من (ع).

(٥) في الأصل (الكلام العرب) وهو خطأ، والتصويب من (ع).

(٦) في الأصل: (وَأَشْبَهَ) وهو تحريف والتصويب من (ع).

(٧) في (ع): (المفرد).