البيان في شرح اللمع لابن جني،

عمر الكوفي أبو البركات (المتوفى: 539 هـ)

باب إعراب الأفعال وبنائها

صفحة 413 - الجزء 1

باب إعراب الأفعال وبنائها

  قال: «وهي على ضربين: مبني، ومعرب.

  والمبني على ضربين: مبني على الفتحة وهو جميع أمثلة الماضي قلت حروفه أو كثرت، نحو: قام، وجلس، وذهب وظرف، واستخرج. ومبني على السكون وهو جميع أمثلة الأمر للمواجه مِمّا⁣(⁣١) لا حرف مضارعة فيه، وذلك نحو قولك: خُذ، وقم واضرب، وانطلق، واستخرج».

  اعلم أن م أنا⁣(⁣٢) قد ذكرنا فيما مضى أن الأصل في الأفعال أن تكون مبنية، والأسماء⁣(⁣٣) أن تكون معربة إلا أن ضرباً من الأسماء أشبه الحروف قبني، وضرباً من الأفعال أشبه الأسماء فَأُعْرِبَ، وما سوى ذلك باق على أصله.

  والمبني من الأفعال خمسة أمثلة:

  أحدها: الفعل الماضي قلت حروفه أو كَثُرَتْ، وهو مبني على الفتح؛ لأنه ضارع المضارع، فاستحق حركة / فأعطي حركة بين حركتين وهي الفتح، ومضارعته للمضارع وقوعه في الشرط والجزاء كوقوع المضارع، تقول: إن تضرب أضرب، وتقول: إنْ ضَرَبَ ضَرَبْتُ. فلما شابَهَ الماضي المستقبل بوقوعه موقعه رجحوه بحركة الفتح. فإن اتصل بآخره واو الضمير ضموا آخره إتباعًا


(١) في الأصل: (ما) وهو تحريف، والتصويب من (ع) و (مل).

(٢) في (ع): (أنه).

(٣) في الأصل و (ع) ضبطت) والأسماءُ) بالرفع، والصواب ما أثبته.