باب إعراب الأفعال وبنائها
  وهذا الفعل المضارع إنّما أُعْرِب لمضارعته الأسماء، وهو مرفوع أبداً بوقوعه موقع الاسم حتى يدخل عليه ما ينصبه أو يجزمه(١)، ويكون في الرفع مضموما، وفي النصب مفتوحا، وفي الجزم ساكنًا، تقول: هُوَ يَضْرِبُ، وَلَنْ يَضْرِبَ، وَلَمْ يَضْرِب، هذا في الصحيح(٢)».
  اعلم أنه قد مضى لم أُعْرِبَتْ هذه الأفعال [و](٣) بينا وجه المضارعة من أين حصل، وبيَّنا أيضًا [لِمَ وقعت](٣) حروف المضارعة في أوائلها، فلا طائل في إعادته هاهنا.
  وهذا [الفعل المضارع أ ع أبداً](٣) مرفوع ما لم يدخل عليه ناصب أو جازم، وإنما ارتفع بوقوعه موقع الاسم [ألا ترى أنك](٣) تقول: زيد يَضْرِبُ، ثم تقول: يَضْرِب زيد. فقد وقع: (يَضْرِبُ) مَوْقِعَ (زَيْد). وتقول: زيد خارج، ثم تقول: زيد يَخْرُجُ، فقد وقع (يَخْرُجُ) مَوْقِعَ (خارج). وكذلك تقول(٤): ظَنَنْتُ زَيْداً يقوم، كما تقول: ظَنَنْتُ زَيْداً قائماً. فلما وقع موقع الاسم من هذه الوجوه رفع؛ لأن الرفع أقوى الحركات والموجب لرفعه وقوعه موقع الاسم، وهو عامل معنوي لا لفظي كما قلنا في المبتدأ: إِنّه مرفوع بخلوّه من العوامل اللفظية، فصار الابتداء به عاملاً معنويا لا لفظيا، كذلك هاهنا. وقال قوم(٥): إنما ارتفع هذا الفعل؛ لأنّه خلا من حروف النّصب / والجزم. وهذا وإن كان جيّداً إلا أنه لابد له من عامل
(١) من قوله: (ويكون في الرفع ...) بداية الورقة الساقطة من (ج).
(٢) في (مل): (هذا هو الفعل الصحيح).
(٣) بياض في الأصل ملأته من (ع)؛ لأن هذه الورقة ساقطة من (ج).
(٤) (تقول): ساقطة من (ع).
(٥) هم الكوفيون: انظر الإنصاف المسألة رقم (٧٤): ٢: / ٥٥٠، ونسبه صاحب الهمع للفراء خاصة: ١/ ١٦٤.