البيان في شرح اللمع لابن جني،

عمر الكوفي أبو البركات (المتوفى: 539 هـ)

باب إعراب الأفعال وبنائها

صفحة 417 - الجزء 1

  مؤثر⁣(⁣١)، وهو ما أشرنا إليه.

  وأما نصب هذا الفعل فإنه يكون بـ (أنْ) وأخواتها وهي: (أنْ، وَلَنْ وَكَي وَإِذَا). فإن قال قائل: لم كانت هذه الحروف تنصب الأفعال المُسْتَقْبَلَة دون أن ترفعها أو تجزمها؟ قيل له: قد بَيْنا أن الرفع في الأفعال إنما يكون بوقوعها موقع الأسماء، ولا يجوز أن يقع بعد هذه الحروف اسم ألا ترى أنك لا تقول: أُريد أَنْ خُروجك، كما تقول: أُريدُ أَنْ تَخْرُجَ، فلما لم يقع الاسم بعدها⁣(⁣٢) لم تستحق رفعا، وأما الجزم فإنما⁣(⁣٣) يكون بالفعل لاختصاصه بزمان واحد مع انضمام معنى، فإذا حصل ذلك ثَقُلَ، فَيُخَفَّفُ بقطع حركة أو حرف، فلم يبق غير النصب فانتصب الفعل بعدها. وقال قوم: إنّ الفعل بعد هذه الحروف في تأويل المصدر، والمصدر منصوب، فنُصبَت لذلك.

  وأما الجزم فيكون بالوقف، ويكون بالحذف، والحروف الجازمة: (لَمْ، وَلَمّا) و (لا) في النهي، واللام في الأمر، و (إنْ) التي للشرط والجزاء، وما يتفرغ على ذلك، وسيجيء ذلك مُسْتَقصى في موضعه إن شاء الله. فهذه الحروف تجزم الأفعال المسْتَقْبَلَةَ لما بَيَّنا من ثقل الفعل معها؛ لأنّ الفعل أبداً يدل على حدث وزمان، فإذا انضم إلى ذلك معنى آخر أوجب فيه ثقلاً، تقول في الرفع: هُوَ يَضْرِبُ، وفي النصب: لَنْ يَضْرب، وفي الجزم: لَمْ يُضرب، هذا هو الصحيح⁣(⁣٤).

  قال: «وأما الفعل⁣(⁣٥) المعتل: فهو كل فعل وقعت في آخره ألف،


(١) في (ع): (مؤثر للرفع).

(٢) كذا في الأصل و (ع)، والصواب: (... الاسم موقعها ...).

(٣) في (ع): (فَإِنَّهُ) في موضع (فإنّما).

(٤) في (ع): (هذا في الصحيح).

(٥) (الفعل): ساقط من (ع) و (مل).