البيان في شرح اللمع لابن جني،

عمر الكوفي أبو البركات (المتوفى: 539 هـ)

باب إعراب الأفعال وبنائها

صفحة 425 - الجزء 1

  تقول: لا تضرب، وتقول: قوما، كما تقول: لا تقوما، وتقول: قوموا، كما تقول: لا تقوموا، وتقول: قومي، كما تقول: / لاتقومي، وتقول: اغْرُ، وَارْم، واخْشَ وَادْعُ، كما تقول: لاتَغْرُ، وَلَا تَرْمِ، وَلَا تَخْشَ».

  اعلم أنه قد مضى بيان مذهب البصريين في جميع أمثلة أمر المخاطب وأنّها مبنية، وعند الكوفيين أنّ ذلك معرب على تقدير اللام، فإذا قال: قوما، كان التقدير عندهم: لتقوما، وإذا قال: قوموا، كان التقدير: لتقوموا، وكذلك: اغز، وَارْمِ إِنَّما هو: لِتَغْرُ، وَلِتَرم. وقد ذكرت حُجَّةَ البصريين في منع ذلك وضعف هذا التقدير⁣(⁣١). وإنّما استوى لفظ الجزم والوقف، لأنّهما استويا في الصحيح إذا قلت: (اضْرِب) كان ساكنا، فإذا⁣(⁣٢) قلت: (لا تَضْرِب) كان مجروماً ساكنا، فلما اتفقا في الصحيح أجروا المعتل مُجْراه؛ لئلا ينكسر الباب عليهم كما ذكرنا في (وَعَدَ، يعد) أن الواو سقطت⁣(⁣٣) لوقوعها بين ياء وكسرة؛ لأن ذلك ثَقُل عليهم⁣(⁣٤)، ثم تقول: نَعدُ، وَتَعدُ، وَأَعدُ فتسقط أيضًا وإن لم يكن هاهنا ياء؛ لئلا ينكسر الباب. وبالله التوفيق.


(١) في (ع): (هذا القول).

(٢) في (ع): (وإذا).

(٣) في (ع): (... وعد يعد فتسقط الواو لوقوعها ...).

(٤) في (ع): (ثقيل عندهم).