باب إعراب الأفعال وبنائها
  تقول: لا تضرب، وتقول: قوما، كما تقول: لا تقوما، وتقول: قوموا، كما تقول: لا تقوموا، وتقول: قومي، كما تقول: / لاتقومي، وتقول: اغْرُ، وَارْم، واخْشَ وَادْعُ، كما تقول: لاتَغْرُ، وَلَا تَرْمِ، وَلَا تَخْشَ».
  اعلم أنه قد مضى بيان مذهب البصريين في جميع أمثلة أمر المخاطب وأنّها مبنية، وعند الكوفيين أنّ ذلك معرب على تقدير اللام، فإذا قال: قوما، كان التقدير عندهم: لتقوما، وإذا قال: قوموا، كان التقدير: لتقوموا، وكذلك: اغز، وَارْمِ إِنَّما هو: لِتَغْرُ، وَلِتَرم. وقد ذكرت حُجَّةَ البصريين في منع ذلك وضعف هذا التقدير(١). وإنّما استوى لفظ الجزم والوقف، لأنّهما استويا في الصحيح إذا قلت: (اضْرِب) كان ساكنا، فإذا(٢) قلت: (لا تَضْرِب) كان مجروماً ساكنا، فلما اتفقا في الصحيح أجروا المعتل مُجْراه؛ لئلا ينكسر الباب عليهم كما ذكرنا في (وَعَدَ، يعد) أن الواو سقطت(٣) لوقوعها بين ياء وكسرة؛ لأن ذلك ثَقُل عليهم(٤)، ثم تقول: نَعدُ، وَتَعدُ، وَأَعدُ فتسقط أيضًا وإن لم يكن هاهنا ياء؛ لئلا ينكسر الباب. وبالله التوفيق.
(١) في (ع): (هذا القول).
(٢) في (ع): (وإذا).
(٣) في (ع): (... وعد يعد فتسقط الواو لوقوعها ...).
(٤) في (ع): (ثقيل عندهم).