باب حروف الجزم
  يريد أن التمزيق [واقع](١) فإن كنت ماكولاً فكن خير اكل متوقع، وقوله تعالى: {أَمْ حَسِبْتُمْ أَنْ تَدْخُلُوا الْجَنَّةَ وَلَمَّا يَعْلَمِ اللَّهُ الَّذِينَ جَاهَدُوا}(٢) بهذه المثابة. وقال بعضهم: إنّها تؤذن بطول زمان. و (لم) بمنزلة (فعل) و (لَمّا) بمنزلة (قد فعل) يريد أن فيها توقعا وتقريب حال. وهذا الذي ذكرناه فيما مضى.
  وقال بعضهم(٣): قد تكون (لَمّا) ظرف زمان، وتُضاف إلى الفعل الماضي وفاعله، تقول: لَمّا سارَ زَيْدٌ قَصَدْتُكَ، تقديره: وقت مسير زيد.
  فأما لام الأمر فإنّها تدخل على فعل الغائب نحو قولك: لِيَضْرِبْ زَيْدٌ، لِيُكْرِمْ عمرو، ولا يجوز حذفها؛ لأنّ عوامل الأفعال لا تُحذف لضعفها، وقد مضى أن عوامل الأسماء إذا كانت حروفًا مع قوتها لا تُحذف فعوامل الأفعال أخرى. فأما قول الشاعر(٤):
  ١٥٧ - مُحَمَّدُ تَعْدِ نَفْسَكَ كُلُّ نَفْسٍ ... إِذَا مَا خِفْتَ مِنْ شَيْءٍ تَبَالا
  فمنهم من يقول: إِنه أراد (تفدي) على طريق الخبر فحذف الياء تخفيفا كقوله
(١) تكملة من (ع).
(٢) آل عمران: (١٤٢).
(٣) نسب ابن هشام ذلك إلى ابن السراج، قال: «وتبعه الفارسي وتبعهما ابن جني وتبعهم جماعة ....» انظر المغني: ٣١٠.
(٤) هو أبو طالب عم النبي ﷺ. انظر شرح الشذور: ٢١١.
١٥٧ - البيت من الوافر.
وهو في سيبويه: ١/ ٤٠٨ ومعاني القرآن للأخفش: ١/ ٧٥، والمقتضب: ٢/ ١٣٠، وإعراب القرآن للنحاس: ١/ ٢٩٧، ٣٩٨، والتبصرة: ١/ ٤٠٦، وأمالي ابن الشجري: ١/ ٣٧٥، والإنصاف: ٢/ ٥٣٠، وابن يعيش: ٧/ ٣٥، ٦٠، ٩/ ٢٤، والمقرب: ١/ ٢٧٢، والخزانة: ٣/ ٦٢٩، ٦٦٦، وشرح الشذور: ٢١١، والمغني: ٢٤٨، والمقاصد: ٤/ ٤١٨. وصدره في ابن يعيش: ٧/ ٦٢، والمغني: ٧١٣، والهمع: ٢/ ٥٥. التبال: سوء العاقبة.