البيان في شرح اللمع لابن جني،

عمر الكوفي أبو البركات (المتوفى: 539 هـ)

باب حروف الجزم

صفحة 443 - الجزء 1

  تعالى: {ذَلِكَ مَا كُنَّا نَبْغِ}⁣(⁣١) وإنما هو (نَبغي)⁣(⁣٢). ومنهم من يقول: إِنه حذف الياء لضرورة الشعر، قالوا: وحذف الياء، ليدل بحذفها على أنه مجزوم، وَثَمَّ جازم محذوف⁣(⁣٣).

  وهذه اللام مبينة على الكسر فإذا اتصل بها واو العطف⁣(⁣٤) أو فاء العطف⁣(⁣٤) فهي على ضربين: منهم من يبقيها على كسرتها. ومنهم من يسكنها الموضع الواو والفاء؛ لأن الواو والفاء حرفان ضعيفان لايقومان بأنفسهما، فلما اتصلتا بالفعل صارتا كحرف من حروفه فلما كانوا يسكنون في الأسماء في مثل: (كتف، وفخذ)، فيقولون: (كَتْف، وَفَخْدٌ)⁣(⁣٥) سكنوا هاهنا تخفيفًا.

  فإن اتصلت بهذه اللام (ثُمَّ) فالأصل أن تبقى على حركتها، لأن (ثُمَّ) تقوم⁣(⁣٦) بنفسها. فأما قراءة (عاصم): (ثُمَّ لْيَقْطَعْ)⁣(⁣٧) {ثُمَّ لْيَقْضُوا تَفَثَهُمْ} /⁣(⁣٨) بتسكين اللام⁣(⁣٩)، فإنّه أجرى (ثُمَّ) مُجْرى الواو لما كانتا للعطف، والواو منفصلة كما أن (ثُمَّ) منفصلة.

  فأما (لا) فهي التي للنّهي، نحو قولك: لا تَضْرِب⁣(⁣١٠)، فكل نهي نفي وليس كل نفي نهيًا، فالنهي أعم من النّفي. وما يأتيك فقس عليه.


(١) الكهف: (٦٤).

(٢) انظر الإنصاف: ٢/ ٥٤٤ - ٥٤٥.

(٣) انظر الإنصاف: ٢/ ٥٤٥ وما بعدها.

(٤) في (ع): (عطف).

(٥) (كتف وفخذ): مكرر في الأصل.

(٦) في الأصل و (ع): (لا تقوم) بإقحام (لا) وهو وهم.

(٧) الحج: (١٥).

(٨) الحج: (٢٩).

(٩) انظر السبعة: ٤٣٤ - ٤٣٥.

(١٠) في (ع) زيادة: (... لا تخرج).