باب نعم وبئس
  فجاء على الأصل إلا أنّهم أسكنوا العين تخفيفا لكثرة الاستعمال، فقالوا: (نعم) كما قالوا في (فَخذ): (فخذ). ومنهم من يقول: (نعم) فيكسر النون الموضع حرف الحلق؛ لأن حرف الحلق إذا وقع عيناً وكان مكسوراً أو مفتوحا في (فعل) كسر ما قبله في الأسماء والأفعال، ولهذا قالوا في (فخذ): (فخذ). والدليل على التخفيف قول الشاعر(١):
  ١٦٦ - فَإِنْ أَهْجُهُ يَضْجَرْ كَما ضَجَرَ(٢) بازِلٌ ... مِنَ الأُدْمِ دَبِّرَتْ صَفْحتاهُ وَغَارِبُهُ
  / وقول(٣) الآخر(٤):
  ١٦٧ - إذا غابَ عَنا عَذَابَ عَنا رَبِيعُنا ... وَإِن شَهْدَ أَجْدَى فَضْلُهُ وَنَوَافَلُهُ
  أراد: ضجر، ودبرت، وشهد، فاسكن تخفيفًا، وكذلك في (نِعْمَ، وَبَئْسَ).
  وفي (نعم) أربع لغات:
  إحداها: بفتح النون وكسر العين.
(١) هو الأخطل التغلبي انظر اللسان: (ضجر).
١٦٦ - البيت من الطويل.
لم أقف عليه في ديوانه الذي تحت يدي. وهو في المنصف: ١/ ٢١، والإنصاف: ١/ ١٢٣، وابن يعيش: ٧/ ١٢٩، ١٥٢، واللسان: (ضجر).
البيت في هجاء كعب بن جعيل البازل: هو البعير الذي استكمل السنة الثامنة وبدأ في التاسعة وخرج نابه. الادم: جمع أديم وهو الجلد المدبوغ. دبرت: جربت. صفحتاه: جانباه. غاربه: أعلى مقدم سنامه.
(٢) في الأصل ضبطت: (ضَجَرَ) بفتح الجيم، وهو وهم، والتصويب من (ع).
(٣) في (ع): (وقال).
(٤) هو الأخطل التغلبي.
١٦٧ - تقدم الشاهد برقم (٨): ص ٥٢.