مسائل من هذا الباب
  تعالى: {سَاءَ مَثَلًا الْقَوْمُ الَّذِينَ كَذَّبُوا بِآيَاتِنَا}(١) فـ (ساء) بمنزلة (بئس)؛ لأنه ذم كما أن (بئس) ذم، و (القوم) ليسوا من جنس (المَثَلِ) المُضْمَرِ. فالقول فيه أن ذلك على حذف المضاف وإقامة(٢) المضاف إليه مقامه، والتقدير: ساءَ المَثَلُ مَثَلاً مَثَلُ القَوْم، فحذف (المَثَلَ) وأقام (القَوْمَ) مقامه فارتفع، وكان - لو أظهر (المثل) مجروراً بالإضافة.
  مسألة: إن سأل سائل فقال: قد ذكرتم أنّ (نعم، وبئس) لا يرفعان النكرات، وقد جاء في قول الشاعر(٣):
  ١٧٢ - فَنِعْمَ صاحِبُ قَوْمٍ لا سلاحَ لَهُمْ ... وَصَاحِبُ الرَّكْبِ عُثْمَانُ بنُ عَفَّانَا
  فرفع (صاحباً) وهو مضاف إلى النكرة والمضاف إلى النكرة نكرة(٤) بمنزلتها.
  والجواب عن ذلك أنه لما أضافه إلى (القَوْمِ الذين(٥) لا سلاحَ لَهُمْ) صار فيه ضرب من التعريف، لتخصيصه وصفته، وأنت إذا وصفت النكرة قربتها من المعرفة بالصفة فجرت مجرى المعرفة وجاز وقوع النكرة(٦) هاهنا لما فيها من الشياع؛ لأنّ النكرة لا تخص واحدا بعينه فأشبهت ما فيه الألف واللام فعلى هذا تجري هذه المسألة.
(١) الأعراف: (١٧٧).
(٢) في الأصل: رسمت (إقامت) بالتاء.
(٣) هو كثير بن عبد الله النهشلي.
١٧٢ - البيت من البسيط.
وهو في الإيضاح: ١/ ٨٥، والمرتجل: ١٤١، وابن يعيش: ٧/ ١٣١، والمقرب: ١/ ٦٦، والخزانة: ٤/ ١١٧، والمقاصد: ٤/ ١٧، وصدره في الهمع: ٢/ ٨٦.
(٤) في (ع): (يكون نكرة).
(٥) في الأصل: (الذي) وهو وهم، والتصويب من (ع).
(٦) في الأصل: (وقوع رفع النكرة) بإقحام (رفع).