البيان في شرح اللمع لابن جني،

عمر الكوفي أبو البركات (المتوفى: 539 هـ)

باب عسى

صفحة 486 - الجزء 1

  موضع رفع بـ (عسى)، واسْتَغْنِي بما تضمنه اسمها من الحدث عن ذكر الحدث في خبرها.

  اعلم أن بعض الناس يمنع من الضمير في (عسى) ويقول: إنّها لما لم تتصرف لم تحتمل ضميراً فلا يُضمر فيها. وبعضهم يقول: لَمّا أُضمر في أفعال التعجب و (نِعْمَ، وبِئْسَ)، وهي غير متصرفة، فكذلك يُضمر في (عسى)⁣(⁣١). فمن جعلها محتملة للضمير أظهر التثنية، والجمع، والتأنيث فيها، كما يُظهره في الأفعال المتصرفة، فيكون الضمير هو الفاعل، وما بعده من الفعل منصوبا بكونه خبراً لها. ومَنْ لم يُظهر الضمير قدر ما بعدها فاعلاً / لها وجعلها هي على صورة واحدة في الأحوال كلها.


(١) انظر الهمع: ١/ ١٣١.