البيان في شرح اللمع لابن جني،

عمر الكوفي أبو البركات (المتوفى: 539 هـ)

باب معرفة ما ينصرف ومالا ينصرف

صفحة 515 - الجزء 1

  أو يُكسر أو يُحَرَّكَ وسطه، نحو: (سرحان،⁣(⁣١) وَعُثمان، وَغَطفان)، أو في (فَعْلان) إلا أنه ليس له (فعلي)، نحو (حَمْدان، وَمَرْوان)، فإنّه ينصرف نكرة، ولا ينصرف معرفة. وإنما كان كذلك؛ لأنّ هذه الألف والنون أجريتا مجرى باب (حَمْراء) في أنّها لا تنصرف معرفة ولا نكرة، ثمّ كانت الألف الزائدة لغير التأنيث، نحو: (حَبَنْطى، وَعَلْقَى)⁣(⁣٢)، جعلت كالتأنيث المفرد، فإذا انضم إليها المعرفة لم ينصرف. وكذلك⁣(⁣٣) هذه الألف والنون أُجْرِيَتا مُجْرى الألف الملحقة من حيث الزيادة. فإذا انضم إليهما التعريف لم ينصرف، وإذا تنكّر انصرف. ولو صغرت هذا المعرف انصرف لزوال الألف منه ألا ترى أنّك تقول في (سرحان): (سُرَيْحين)، فتصرفه. وتقول في (عُثْمانَ): (عُثَيْمانُ)، فلا تصرفه؛ لأنه بني⁣(⁣٤) هذا البناء في حال معرفته، هذا إذا كانت الألف والنون زائدتين.

  فإن كانت النون أصلية انصرف على كل حال معرفة ونكرة. وتعرف الزائدة من الأصلية بالاشتقاق فمن ذلك (تَبَانٌ، وَطَحانٌ، وَسَمانٌ)؛ لأنّه مأخوذ من السمن والطحن والتّبْنِ، وكذلك (ديوان)؛ لأنَّهُ مِنْ دَوَّنْتُ الدواوين، وكذلك رجل سميته بـ (مُران)؛ لأن اشتقاقه من المَرانَةِ، وهو اللين، ومنه يقال للرماح: (مُران) فالنون فيه بمنزلة دال (حمّاد)، وذلك كثير تعرفه بالاشتقاق.

  فأما (رمان)⁣(⁣٥) فذهب (الخليل)⁣(⁣٦) إلى أنّ النّون فيه زائدة، وإن لم يُعرف


(١) وسرحان الحوض: وسطه ... وسرحانٌ مُجرى: من أسماء الذئب ... والسرحان والسيد: الأسد بلغة هذيل .... اللسان (سرح).

(٢) والعلقي: شجرة تدوم خضرته في القيظ، ولها أفنان طوال دقاق وورق لطاف. بعضهم يجعل ألفها للتأنيث، وبعضهم يجعلها للإلحاق وتنون .... اللسان (علق).

(٣) في (ع): (فكذلك).

(٤) في (ع): (يبنى).

(٥) في (ع): (زمان) بالزاي المعجمة، وهو تصحيف.

(٦) انظر سيبويه: ٢/ ١١، وما ينصرف وما لا ينصرف: ٣٧.