البيان في شرح اللمع لابن جني،

عمر الكوفي أبو البركات (المتوفى: 539 هـ)

باب الجمع

صفحة 556 - الجزء 1

  أحدهما: أن هذا الوزن إذا كان مفرداً لا يكاد يقع إلا على حيوان فيلزمه ولا يفارقه كقولنا: نُغَرٌ وَنِغْرانٌ للطير، وَصُرَدٌ وَصِرْدانُ للطَّير أيضًا⁣(⁣١)، وَخُزَةٌ وخزان⁣(⁣٢) لذكر الأرنب، وَجُعَل وَجَعَلانَ لِضَرْب من الخنافس⁣(⁣٣). فلما اختص بهذا النوع خصوه بهذا الجمع كما خصوا (قتيلاً وَجَرِيحًا وَمَرِيضًا) بـ (قَتْلى وَجَرْحى ومرضى).

  والوجه الآخر: أن يكون (فعل) مُخفّفًا من (فعال)، و (فعال) يجيء على (فعلان)، نحو: غُراب وَغِرْبانِ، وَعُقاب وَعِقْبان. ويُصحح ذلك أن عُمَرَ معدول عن عامرٍ، وَزُفَرَ عن زافر. وقد شد من هذا الوزن: (ربع وأَرباع). وَ (رُطَبٌ وَأَرْطابٌ). فأما رُبَعٌ فَشُبِّهَ بـ (جَمَلٍ وَأَجْمال)؛ لأنّه منه⁣(⁣٤). وأما (رُطَب) فليس؛ من هذا الباب؛ لأنه جمع رطبة.

  وأما اختصاصهم ما عينه واو بـ (فعال)، وما عينه ياء بـ (فعول) فلخفّة الضمة على الياء وثقلها على الواو.

  قال: «وقد تتداخل أيضًا جموع الثلاثي من حيث كان هذا العدد منتطما لجميعها، وذلك نحو: فرخ وَأَفْراخ، وَزَنْدِ وَأَزْنادٍ، وَجَبَلٍ، وأَجْبُل، وَزَمَنِ وَأَزْمُن⁣(⁣٥)، قال الشاعر⁣(⁣٦):


(١) (أيضا): ليست في (ع).

(٢) في الأصل: (خُزَرٌ وَخزَّان) بالراء المهملة في الأول وهو تصحيف، وفي (ع): (خزر وخزران) بالراء المهملة في كليهما، وهو تصحيف أيضاً.

(٣) في (ع): الضرب من الحيوان). وما في الأصل أدق وأصوب.

(٤) (لأنه منه): ساقط من (ع).

(٥) في الأصل (.. وأزمن وحبل وأحبل قال الشاعر) كذا بإقحام (وحَبْل وأحبل) ولا استشهاد بها.

(٦) هو ذو الرمة. وقد كتبه بعضهم في هامش الأصل.