البيان في شرح اللمع لابن جني،

عمر الكوفي أبو البركات (المتوفى: 539 هـ)

باب الجمع

صفحة 573 - الجزء 1

  وإذا أدّى قياس إلى ذلك رُفِضَ كما بينا في (أَدْلِ وَأَحْق).

  ومن العرب من يرتكب الضم ويقول: إن الواو وقعت حشواً في الكلمة⁣(⁣١) فلا اعتبار بضم ما قبلها.

  قال: «وكذلك (فعلة) يجوز فيها (فِعِلات) و (فِعْلات) وَ (فِعَلاتٌ)، وذلك نحو: سدرَةٍ وَسِدْرات، وسدرات وَسِدَرات⁣(⁣٢). فإن كسرتهما⁣(⁣٣) جاءت (فعْلَةٌ) على (فَعَل) و (فعلةً) على (فعل)، وذلك نحو: ظُلْمَةٍ وَظُلم، وكسرة وكسر».

  اعلم أن الكلام في (فِعْلَةٍ) بكسر الفاء كالكلام في (فُعْلَةٍ) بضمها. فإذا كانت سالمة كان فيها ثلاثة أوجه. وإن كانت من بنات الواو والياء كان التسكين على ما مضى.

  وقد اختلف في الجمع بالألف والتاء، فقال قوم: هو جمع ا القلة فإذا أرادوا الكثرة كسروه، وقال قوم: هو يصلح لهم جميعًا ويُفرق بينهما بالدليل⁣(⁣٤)، واستشهدوا بقول (حسان بن ثابت):

  ٢٠٨ - لنا الجفناتُ الغُرُّ يَلْمَعْنَ بالضّحى ... وأَسْيافُنا يَقْطُرْنَ مِنْ نَجْدَةٍ دَما⁣(⁣٥)


(١) في (ع): (في الكلام) وهو تحريف.

(٢) في (مل) زيادة: (وكسرة وكسرات وكسرات وكسرات).

(٣) في الأصل: (كسرتها)، وهو تحريف، والتصويب من (ع) و (مل).

(٤) ذكر ذلك ابن يعيش ولم يعينهم. انظر ٥/ ١٠ - ١١.

(٥) البيت في الأصل مكرر.

٢٠٨ - البيت من الطويل.

وهو في ديوانه: ١/ ٣٥، وسيبويه: ١٢/ ١٨١، والمقتضب: ٢/ ١٨٦، والمذكر والمؤنث لابن الأنباري: ١٨١، ٥٦٣، والإيضاح: ٢/ ١٥٥، والمحتسب: ١/ ١٨٧، والتبصرة: ٢/ ٦٤٩، وابن يعيش: ٥/ ١٠، وشرح الكافية الشافية: ٤/ ١٨١١، والخزانة: ٣/ ٤٣٠، والمقاصد: ٤/ ٥٢٧.

وعجزه في الخصائص: ٢/ ٢٠٦، والمحتسب: ١/ ١٨٨.

الجفنات: جمع جفنة وهي القصعة التي يوضع فيها الطعام.

الغُر: جمع غراء وهي البيضاء، والمراد بياض الشحم.