باب الجمع
  قالوا: والشاعر لا يفتخر بالقلة. وهذا هو الصحيح بدليل قوله [تعالى](١): {وَهُمْ فِي الْغُرُفَاتِ آمِنُونَ ٣٧}(٢) وقوله تعالى: {إِنَّ الْمُسْلِمِينَ وَالْمُسْلِمَاتِ}(٣) فدل على التكثير.
  فأما (فُعْلَةٌ) فَتُكَسَّرُ(٤) على (فعل)، نحو: ظُلْمَةٍ وَظُلَمٍ، وَغُرْفَةٍ وَغُرَف، وَرُشْوَةٍ وَرُشَى، وَمُدْيَةٍ وَمُدَى.
  فأما (فعلة) فتُكسرُ(٤) على (فعل)، نحو: إِبْرَةٍ وَإِبَر، وَسَدْرَةٍ وَسِدَرٍ.
  قال: «وأما الصفة فإنّ تكسيرها ليس بقوي في القياس على أنه قد جاء ذلك فيها نحواً من مجيئه في الأسماء؛ لأنها أسماء. فإذا مر ذلك بك فقد قدمت ذكره».
  اعلم أن الصفة كان من حقها أن لا تجمع [جمع](٥) التكسير لكونها فرعًا على الموصوف، كما أن الفعل لما كان فرعًا على الاسم لم يُكَسَّر؛ إذ الصفة تفتقر إلى موصوفها كافتقار الفعل إلى فاعله، إلا أنّهم أقاموا بعض الصفات مقام الأسماء، فكسروها تكسير الأسماء، كما قالوا: أَدْهَمُ وَأَداهِمُ، وَأَبْطَحُ وأباطِحُ، وَأَسودُ وأَساوِدُ، وَأَجْرَعُ وأَجارعُ. وإن كان معنى الصفة باق فيها. وكذلك قالوا: مررت بشيخ، ولا يقولون(٦): مررت برجل شيخ، فكأنهم أقاموا الصفة مقام الموصوف. وإنّما جاز أن تُجْمَعَ الصَّفات بالواو والنون؛ لأن الواو
(١) زيادة من (ع).
(٢) سبأ: (٣٧).
(٣) الأحزاب: (٣٥).
(٤) في الأصل: (فتكثر) وهو تصحيف والتصويب من (ع).
(٥) تكملة من (ع).
(٦) في الأصل: (ولا يقولوا)، وهو خطأ، والتصويب من (ع).