باب القسم
باب القسم
  قال: «اعلم أن القسم ضرب من الخبر يُذْكَرُ لِيُؤَكَّدَ به خبر(١) آخر. والحروف التي يصل بها القسم إلى المقسم به ثلاثة وهي: الباء، والواو، والتاء. فالباء هي الأصل، والواو بدل منها، والتاء بدل من الواو».
  اعلم أن القسم غير مفيد في نفسه، وإنّما يفيد إذا انضم إلى المقسم عليه، ويحتاج إلى ثلاثة أشياء: إلى مُقسم وهو الحالف، وإلى مُقسم به، وإلى مُقسم عليه.
  والأصل في حروف القسم هو الباء؛ لأن الباء تصل ما قبلها بما بعدها من فعل تصله باسم أو اسم تصله(٢) باسم آخر، يَدُلُّكَ على صحة ذلك قولهم: مررتُ بزيد، الباء وصلت(٣) المرور بزيد. فإذا قلت: أقسم بالله وأحلف بالله، فالباء أوصلت(٤) الفعل إلى المقسم به. وقد يحذفون الفعل، فيقولون: بالله لأفعلَنَّ، وتكون الباء معلّقة بالمحذوف كما في قوله تعالى: (بِسمِ اللهِ) الباء مُتَعَلَّقَةٌ بمحذوف تقديره: ابتدأت باسم الله، أو ابتدئ باسم الله، ثُمَّ يبدلون الواو من الباء، فيقولون: والله لأَفْعَلَنَّ. وإنّما أبدلوها منها لأمرين: أحدهما: مُضارَعتُها لها لفظًا. والآخر: مُضارَعَتُها لها معنى. أما اللفظ؛ فلان الباء من
(١) في (ع): (خبرا) بالنصب، وهو خطأ.
(٢) (تصله): ساقط من (ع).
(٣) في (ع): (أَوْصَلَت).
(٤) في الأصل: (وَصَلَت)، وهو تحريف، والتصويب من (ع).