البيان في شرح اللمع لابن جني،

عمر الكوفي أبو البركات (المتوفى: 539 هـ)

باب القسم

صفحة 576 - الجزء 1

باب القسم

  قال: «اعلم أن القسم ضرب من الخبر يُذْكَرُ لِيُؤَكَّدَ به خبر⁣(⁣١) آخر. والحروف التي يصل بها القسم إلى المقسم به ثلاثة وهي: الباء، والواو، والتاء. فالباء هي الأصل، والواو بدل منها، والتاء بدل من الواو».

  اعلم أن القسم غير مفيد في نفسه، وإنّما يفيد إذا انضم إلى المقسم عليه، ويحتاج إلى ثلاثة أشياء: إلى مُقسم وهو الحالف، وإلى مُقسم به، وإلى مُقسم عليه.

  والأصل في حروف القسم هو الباء؛ لأن الباء تصل ما قبلها بما بعدها من فعل تصله باسم أو اسم تصله⁣(⁣٢) باسم آخر، يَدُلُّكَ على صحة ذلك قولهم: مررتُ بزيد، الباء وصلت⁣(⁣٣) المرور بزيد. فإذا قلت: أقسم بالله وأحلف بالله، فالباء أوصلت⁣(⁣٤) الفعل إلى المقسم به. وقد يحذفون الفعل، فيقولون: بالله لأفعلَنَّ، وتكون الباء معلّقة بالمحذوف كما في قوله تعالى: (بِسمِ اللهِ) الباء مُتَعَلَّقَةٌ بمحذوف تقديره: ابتدأت باسم الله، أو ابتدئ باسم الله، ثُمَّ يبدلون الواو من الباء، فيقولون: والله لأَفْعَلَنَّ. وإنّما أبدلوها منها لأمرين: أحدهما: مُضارَعتُها لها لفظًا. والآخر: مُضارَعَتُها لها معنى. أما اللفظ؛ فلان الباء من


(١) في (ع): (خبرا) بالنصب، وهو خطأ.

(٢) (تصله): ساقط من (ع).

(٣) في (ع): (أَوْصَلَت).

(٤) في الأصل: (وَصَلَت)، وهو تحريف، والتصويب من (ع).