البيان في شرح اللمع لابن جني،

عمر الكوفي أبو البركات (المتوفى: 539 هـ)

باب الموصول والصلة

صفحة 609 - الجزء 1

  قال: «وتقول: سرني قيامك يوم الجمعة، فتنصب⁣(⁣١) (يوم الجمعة) ظرفا لـ (سرني)، ولو قلت: سرتي يوم الجمعة قيامك، فجعلت (يوم الجمعة) ظرفًا للقيام لم يَجُزْ، لتقديمك بعض الصلة على الموصول».

  اعلم أن المصدر لما كان مُقَدَّراً بـ (أَنْ) والفعل أجراه مجرى الصلة، فكما⁣(⁣٢) أن (أنْ) موصولة، والفعل بعدها صلة لها، فكذلك المصدر كان موصولاً، ومن حق الموصول أن لا يتقدم عليه شيء من صلته على ما مضى. فإذا جعلت الظرف مُتَعَلِّقًا بالمصدر لم يجز أن تُقَدِّمَهُ عليه. وإن جعلته مُتَعَلِّقًا بـ (سرني) جاز أن يتقدم عليه. وعلى ذلك فقس ما يأتيك من المسائل والله أعلم.


(١) في (ع): (فنصب)، وهو تحريف.

(٢) في (ع): (كما) بإسقاط الفاء.