البيان في شرح اللمع لابن جني،

عمر الكوفي أبو البركات (المتوفى: 539 هـ)

باب الموصول والصلة

صفحة 608 - الجزء 1

  القُوَّةِ مجرى المُنوَّنِ؛ لأن الإضافة على تقدير الانفصال، والإضافة تارة تكون إلى الفاعل، وتارة إلى المفعول، فيكون المضاف إليه مجروراً في اللفظ، وإن كان في التقدير مرفوعا أو منصوباً، ويكون ما بعد المضاف إليه رفعا إن كان فاعلاً، ونصبا⁣(⁣١) إن كان مفعولاً من ذلك ما ذكره، وهو عجبت من أكل زيد الخبز فـ (زيد) مجرور في اللفظ، وهو مرفوع في التقدير، و (الخبز) منصوب؛ لأنه مفعول به، فإذا أضفت إلى الخبز جررتَهُ ورفعت (زيداً)؛ لأنّه فاعل⁣(⁣٢). قال الله تعالى: {لَقَدْ ظَلَمَكَ بِسُؤَالِ نَعْجَتِكَ إِلَى نِعَاجِهِ}⁣(⁣٣) فأضاف إلى النَّعْجَة، وهي مفعول، والتقدير - والله أعلم -: من أن سأل نعجتك، وقال تعالى: {لَا يَسْأَمُ الْإِنْسَانُ مِنْ دُعَاءِ الْخَيْرِ}⁣(⁣٤) والتقدير: من أن يدعو الخير، قال الشاعر⁣(⁣٥):

  ٢٢٤ - فَلَوْلا رَجَاءُ النَّصْرِ مِنْكَ وَرَهْبَةٌ ... عِقابَكَ قَدْ صاروا لنا كالموارد

  فأضاف إلى المفعول، والتقدير: نَرْجُو نَصْرَكَ. وأما قوله:

  ... ... ... ... ... أفواه الأباريق

  فإِنَّ الأَفْواهَ تارَةً تَفْرَعُ، وَتَارَةً تُقرَعُ، فاحتملت النصب والرفع.


(١) في (ع): (أو نصباً).

(٢) في (ع): (الفاعل).

(٣) ص: (٢٤).

(٤) فصلت: (٤٩).

(٥) من أبيات سيبويه التي لم يعرف قائلها.

٢٢٤ - البيت من الطويل.

وهو في سيبويه: ١/ ٩٧، والإيضاح: ١/ ١٥٦، وابن يعيش: ٦/ ٦١.

الموارد: هي الطرق إلى الماء. يريد أنه لولا رجاء نصرك لنا عليهم وخشيتنا من عقابك إن انتقمنا منهم بأيدينا لوطئناهم إذلالاً كما توطأ الموارد.