البيان في شرح اللمع لابن جني،

عمر الكوفي أبو البركات (المتوفى: 539 هـ)

باب النونين

صفحة 611 - الجزء 1

  المجزوم، نحو قولنا: (لا تَضْرِب) الباء ساكنة للجزم، فإذا دخلت النون اجتمع ساكنان، فَبُنِي آخر الفعل على الفتح مع المشدّدة؛ لأن إحداهما - وهي الأولى - ساكنة، والخفيفة ساكنة. فإن قيل: فقولهم في الاستفهام: هل تَضْرِبَنَّ⁣(⁣١) زيدا، الباء مضمومة؛ لأنّ الفعل معرب مرفوع، وليست بساكنة. قيل له: أبطلوا الإعراب في الرفع؛ لأنّهم لو ضموا الباء مع النّون لاشتبه بفعل الجماعة، وصار الفعل مبنيا غير معرب، فسكنت الباء، فَفُتِحَتْ لاجتماع الساكنين.

  قال: «وتدخُلان⁣(⁣٢) في الأمر والنهي، تقول: اضْرِبَنَّ زيداً، ولا تَشْتُمَنْ بَكْراً، قال (الأعشى):

  ٢٢٥ - ... ... ... وَلَا تَعْبُدِ الشَّيْطَانَ وَاللَّهَ فَاعْبُدَنْ

  وقال الآخر⁣(⁣٣):

  ٢٢٦ - ولا⁣(⁣٤) تَضيقَنَّ إِنَّ السِّلْمَ آمَنَةٌ ... ملساء لَيْسَ بِها وَعَتْ وَلَا ضِيقُ


(١) في (ع): (هل تضرب ...)، وهو وهم.

(٢) في (مل): (وقد تدخلان ...).

٢٢٥ - عجز بيت من الطويل صدره كما في الديوان: (وذا النصب المنصوبَ لَا تَنْسُكَنَّهُ).

وهو في ديوانه: ٤٦، وسيبويه: ٢/ ١٤٩، والبتصرة: ١/ ٤٣٣، وأمالي ابن الشجري: ١/ ٣٨٤، ٢/ ٢٦٨، والإنصاف: ٢/ ٦٥٧، وابن يعيش: ٩/ ٣٩، وشرح الكافية: ٣/ ١٤٠٠، والمقاصد: ٤/ ٣٤٠، وعجزه في ابن يعيش: ٨٩/ ٨٨، ١٠/ ٢٠، والمغني: ٤١٣، والهمع: ٢/ ٧٨. وقد روي البيت (فاعبدا) بقلب النون ألفا وكذا روايته في الأصل وما أثبته من (ع) لأنه أوضح في الاستشهاد.

(٣) لم أقف على قائله.

٢٢٦ - البيت من البسيط.

وهو في شرح القصائد السبع الطوال: ٢٦٢، والمذكر والمؤنث لابن الأنباري: ٣٦١.

الوعث: المكان اللين الرخو.

(٤) في (ع) و (مل): (فلا).