باب النونين
  وكذلك المعمل أيضًا تقول: ارمين زَيْدًا، وَلَا تَغْرُونَّ جَعْفَرًا، وَلا تَخْشَيْن سُوءاً، قال الشاعر(١):
  ٢٢٧ - استقدر الله خَيْرًا وَارْضَين به ... فبينما العُسْرُ إِذْ دَارَتْ مَياسِيرُ
  وتدخل أيضًا في الاستفهام والنفي، قال الشاعر(٢):
  ٢٢٨ - هَلْ تَرجِعَنْ لَيالٍ قَدْ مَضَينَ لَنا ... والعيش مُنقَلبٌ إِذ ذاكَ أَفْنانا».
  اعلم أن الأفعال على ثالثة أضرب:
  ضرب منها تلحقه النون، ولا يجوز إسقاطها منه، نحو ما تقدم من تلقي القسم.
  والثاني: يجوز دخولها، ويجوز حذفها، وهو الأمر والنهي، والاستفهام، والنفي، تقول في الأمر: اضْرِبَن زيداً، وفي النهي: لا تَضْرِبَن زيدا، وفي الاستفهام: هَلْ تَضْرِبَن زيداً، وفي النفي: لم يَضْرِبَن زيداً، يجوز بنون خفيفة وثقيلة، ويجوز حذف النون من هذا جميعه، وإنما لحقتها للتوكيد.
  ومن مواضع النّون أن تدخل (ما) على حروف المجازاة؛ لأن (ما) تدخل
(١) نسبه سيبويه إلى حيث بن جبلة العذري ونُسب إلى عثمان بن لبيد العذري وإلى عثير بن لبيد. انظر شرح شواهد المغني: ٨٦.
٢٢٧ - البيت من البسيط.
وهو في سيبويه: ٢/ ١٥٨، والمعمرين: ٥٢، وأمالي ابن الشجري: ٢/ ٢٠٧، والتبصرة: ١/ ٤٢٥، وسر الصناعة: ١/ ٢٥٦، والمغني: ٨٨، واللسان: (دهر).
وعجزه في أمالي ابن الشجري: ٢/ ٢٠٩.
(٢) نسبه أبو زيد إلى الأعلم بن جرادة السعدي.
٢٢٨ - البيت من البسيط.
وهو في النوادر: ٤٩٤، وأمالي ابن الشجري: ٢/ ١٩٨، والمغني: ٨٩. وعجزه في الهمع: ١/ ٢٠٥.