الفصل الثالث توثيق الكتاب
  دليل وبُرهان(١) واللهُ تعالى المُوَفِّقُ لِما يُرضيهِ ويُزْلِفُ لَدَيْهِ. وَحَسْبُنَا اللَّهُ وَنِعْمَ الوكيل.
  قال الشَّيْخُ(٢) أَبو الفَتْحِ عُثْمَانُ بنُ جِنِّي |: «الكلام كُلُّهُ ثلاثة أشياء(٣): اسم، وفعل، وحَرْفٌ جاء لِمَعْنى».
  اعلم أنَّ الكلام مصدرٌ(٤) لـ (كَلَّمْتُ)، تَقولُ(٥): كَلَّمْتُهُ تَكليما وكلامًا، كما تقولُ: سلمت عليه تسليماً وسلاما. والكلام عِنْدَ النَّحْوِبَينَ مَا كَانَ مُفيداً، فإذا تعرى من الفائدة لم يكن عندهم كلاماً.
  وَحدَهُ شَيْخُنا أبو القاسم زيد بن علي الفارسي | فقال: الكلام: كُلُّ جملة مفيدة مُستَغْنية عن غيرها في الإفادة.
  ولما كان الكلام مصدراً، والمصدر يدلُّ / على الجنس، والجنس يَعُم، كما أَنَّكَ إذا قلت: (الإِنسانُ)(٦)، عم(٧) الجنس، وكذلك (الماء) و (التراب)، وما أشبه ذلك(٨)، استعمله(٩) في الموضع الذي يُقصد به العُموم. ولم يقل: (الكَلِمُ ثلاثة
(١) من (ع)، في الأصل: (دليله وبرهانه).
(٢) (الشيخ): ليست في (ع) و (مل).
(٣) في (ع) و (مل): (أضرب).
(٤) (الكلام): اسم مصدر، وليس بمصدر مثل (السلام) قال المبرد: «اسلام اسم في المصدر ولو كان على سلم لكان تسليما». و المقتضب: ٣/ ٢٢١، ومصدر (كلم): (تكليم). اللسان: (كلم).
(٥) (تقول): ساقطة من (ع).
(٦) من (ع)، في الأصل (إنسان).
(٧) في (ع): (يعم).
(٨) في (ع): (وما أشبهه).
(٩) الهاء في قوله (استعمله) عائدة إلى ابن جني.