البيان في شرح اللمع لابن جني،

عمر الكوفي أبو البركات (المتوفى: 539 هـ)

الفصل الثالث توثيق الكتاب

صفحة 3 - الجزء 1

  دليل وبُرهان⁣(⁣١) واللهُ تعالى المُوَفِّقُ لِما يُرضيهِ ويُزْلِفُ لَدَيْهِ. وَحَسْبُنَا اللَّهُ وَنِعْمَ الوكيل.

  قال الشَّيْخُ⁣(⁣٢) أَبو الفَتْحِ عُثْمَانُ بنُ جِنِّي |: «الكلام كُلُّهُ ثلاثة أشياء⁣(⁣٣): اسم، وفعل، وحَرْفٌ جاء لِمَعْنى».

  اعلم أنَّ الكلام مصدرٌ⁣(⁣٤) لـ (كَلَّمْتُ)، تَقولُ⁣(⁣٥): كَلَّمْتُهُ تَكليما وكلامًا، كما تقولُ: سلمت عليه تسليماً وسلاما. والكلام عِنْدَ النَّحْوِبَينَ مَا كَانَ مُفيداً، فإذا تعرى من الفائدة لم يكن عندهم كلاماً.

  وَحدَهُ شَيْخُنا أبو القاسم زيد بن علي الفارسي | فقال: الكلام: كُلُّ جملة مفيدة مُستَغْنية عن غيرها في الإفادة.

  ولما كان الكلام مصدراً، والمصدر يدلُّ / على الجنس، والجنس يَعُم، كما أَنَّكَ إذا قلت: (الإِنسانُ)⁣(⁣٦)، عم⁣(⁣٧) الجنس، وكذلك (الماء) و (التراب)، وما أشبه ذلك⁣(⁣٨)، استعمله⁣(⁣٩) في الموضع الذي يُقصد به العُموم. ولم يقل: (الكَلِمُ ثلاثة


(١) من (ع)، في الأصل: (دليله وبرهانه).

(٢) (الشيخ): ليست في (ع) و (مل).

(٣) في (ع) و (مل): (أضرب).

(٤) (الكلام): اسم مصدر، وليس بمصدر مثل (السلام) قال المبرد: «اسلام اسم في المصدر ولو كان على سلم لكان تسليما». و المقتضب: ٣/ ٢٢١، ومصدر (كلم): (تكليم). اللسان: (كلم).

(٥) (تقول): ساقطة من (ع).

(٦) من (ع)، في الأصل (إنسان).

(٧) في (ع): (يعم).

(٨) في (ع): (وما أشبهه).

(٩) الهاء في قوله (استعمله) عائدة إلى ابن جني.