البيان في شرح اللمع لابن جني،

عمر الكوفي أبو البركات (المتوفى: 539 هـ)

باب التصغير

صفحة 645 - الجزء 1

  حذفت⁣(⁣١) النون بقي: حَبْطَى وَدَلظَّى، فقلت في تصغيره: حُبَيْطَى ودليطّى. فإن⁣(⁣٢) حذفت الألف بقي: حَبَنْط ودَلَنْظ⁣(⁣٣)، فقلت: حُبَيْنط ودلينظُ.

  قال: فإن كانت إحداهما لمعنى والأخرى لغير معنى، حذفت التي لغير معنى وأثبت التي لمعنى، تقول في تحقير مُقْتَطِعِ: مُقَيْطِعٌ، تحذف التّاء وتُقِرُّ الميم كما تقول في التكسير: مقاطع.

  اعلم أن الميم لما دخلت المعنى في الفاعل والمفعول، وقعت أولاً، والأول أقوى من الأوسط، والأوسط أقوى من الأخير أقروها، وحذفوا التاء؛ لأنّها ضعيفة ولكونها زائدة لغير معنى، وكذلك جميع مايأتيك، فاعتبر هذا الاعتبار.

  قال: «وتقول في حُبارى - فيمن حذف الألف الأولى -: حُبَيرى وفيمَنْ حذف الألف الأخيرة: حبير.

  اعلم أنك إذا حذفت⁣(⁣٤) الألف الأولى بَقِيَ: حَبرى، فتصغير: حُبَيرى. ومَنْ حذف الألف الأخيرة، يقلب الألف الأولى ياء لانكسار ما قبلها، فاجتمعت مع ياء التصغير فأدغمها فيها، فصار حُبَير. وللعرب فيه مذهب ثالث، وهو أنك إذا حذفت الألف الأخيرة فقلت: حُبيرٌ ألحقتها هاء⁣(⁣٥) فتصير حُبَيرَةً؛ لتكون الهاء عوضاً من الألف، ولا تقول في عُنَيّق تصغير عناق، وَعُقَيْب تصغير عُقاب: عُنيقَةٌ ولا عُقيَّبَةٌ، لأنه لم يكن فيها علامة تأنيث.


(١) في (ع): (فإن حذفت ...).

(٢) في (ع): (وإن).

(٣) في الأصل: (حُبَيْطٌ وَدَليظٌ) وهو وهم، والتصويب من (ع).

(٤) في (ع): (اعلم أنه إذا حذف ...).

(٥) في (ع): (الحقت هاء ...).