باب ألفات القطع والوصل
  على وزن (أفعال) نحو: أجمال، وأحمال، وأنياب، وأثواب، وتدخل في الأسماء الأعجمية نحو: إبراهيم وإسماعيل وإسحاق، وإستبرق، ألفه ألف قطع وإن كان منصرفاً؛ لأن العرب صرفته لتنكيره.
  فأما همزة الوصل فإنها تصلُ ما بعدها بما قبلها، وتثبت في الخط والابتداء، وتُحذف في الوصل، وهمزة الوصل جُلبَتْ تَوَصَّلاً إلى النطق بالساكن، وهي تكون في فعل الأمر للمواجه المأخوذ من الأفعال الثلاثية، وما زيد عليها، إذا كان الفعل غير مدغم ولا معتل، وذلك نحو: ذهب، وخَرَجَ، وقتل، وضرب؛ لأن مستقبله يكون ساكن الثاني، نحو: يَذْهَبُ، وَيَقْتُلُ، وَيَخْرُجُ، وإِنما سَكَّنوا الثاني؛ لئلا تتوالى أربع حركات في كلمة واحدة، فإذا أرادوا الأمر به حذفوا حرف المضارعة، فيبقى الساكن، فجاؤوا بهمزة الوصل وهي ساكنة في الأصل؛ لأن أصل كل حرف أن يكون مبنيا على السكون(١)، فلم يُمكن النطق به أيضًا، فحركت بالكسر لاجتماع الساكنين إلا أن يكون ثالث الفعل مضمومًا فَتُضَمُّ الهمزة، لإتباع الضمة الضمة؛ لأنهم يستثقلون الخروج من كسر إلى ضمّ. وقال قوم: هي في الأصل متحركة، وحركتها مُعْتَبَرَةٌ في الحرف(٢) الثالث من الفعل نحو (اضْرِب) كُسِرَتِ الهمزة؛ لأنك تقول في مستقبله: (يَضْرِبُ) بكسر الراء، و (أقتل)؛ لأنك تقول: (يَقْتُلُ) بضم التاء. فأما (اعْلَمْ) ومستقبله (يَعْلَمُ) بالفتح فَكُسِرَتِ الهمزة؛ لئلا يَلْتَبِس بفعل المُخْبِر عن نفسه.
  وتدخل همزة الوصل في الأسماء والحروف على مايأتي بيانه إن شاء الله.
  قال: «فكل همزة وقعت في أوّل كلمة فهي همزة قطع إلا ما
(١) في (ع): (أن يكون ساكناً مبنيا على السكون)، وهو سهو.
(٢) في (ع): (بالحرف).