باب الاستفهام
  تَكْفُرُونَ بِاللَّهِ}(١) توبيخ لهم على كفرهم، وقوله تعالى(٢): {أَأَنْتَ قُلْتَ لِلنَّاسِ اتَّخِذُونِي وَأُمِّيَ إِلَهَيْنِ مِنْ دُونِ اللَّهِ}(٣) توبيخ لقوم عيسى لإكذابه إياهم(٤) في المقال.
  فأما (مَنْ) فجعلوها سُؤالاً عَمَّنْ يعقل، نحو قولك: مَنْ هَذَا؟ وَمَنْ عَمْرُو؟ وَمَن زَيْدٌ؟ فاسْتَغْني بـ (مَنْ) عن قولك: أزيد هذا؟ أعمرو هذا؟ أبكر هذا؟ فالأسماء لاتحصى كثرة، فانتظم بـ (مَنْ) جميع ذلك. وقد جاءت على سبعة أوجه الاستفهام، والجزاء، وموصولة، وموصوفة، ومحمولة على التأويل، وموسومة بعلامة النكرة، ومنقولة من أجل (أم).
  فالاستفهام(٥) قولك: مَنْ عندك؟ والجزاء قولك: مَنْ تَضرب أضرب. والموصولة نحو قولك: مَنْ يَأْتيكَ أَكْرِمْهُ، يعني الذي يأتيك أكرمه، ومنه قوله تعالى: {وَمِنْهُمْ مَنْ يَقُولُ رَبَّنَا آتِنَا فِي الدُّنْيَا حَسَنَةً}(٦) معناه - والله أعلم - ومنهم الذي يقول.
  والموصوفة نحو قولك: مررتُ بِمَنْ خَيْر منك، وهي نكرة قال الشاعر(٧):
(١) البقرة: (٢٨).
(٢) في (ع): (... تعالى لعيسى بن مريم @).
(٣) المائدة: (١١٦).
(٤) في (ع): (لا كذابهم إياهم ...) وهو تحريف.
(٥) في الأصل: (فاستفهام)، وهو تحريف، والتصويب من (ع).
(٦) البقرة: (٢٠١).
(٧) هو عمرو بن قميئة.