باب الاستفهام
  العامل وإضماره إذا قال القائل: مَنْ عندك؟ قلت: زيد، وإن شئت: زيد عندي، وكذلك: مَنْ ضَرَبَت؟ قلت: زيداً، وإن شئت: ضربت زيداً، فإذا قال: بمَنْ مررت؟ قلت: يزيد، وإِن شئت: مَررتُ بزيد، والعامل في (زيد) هو الباء، ولا يجوز حذفها، كما جاز في عامل الرفع والنصب، وذلك أن عوامل الأسماء على ضربين: فعل، وحرف فأما الفعل فيجوز حذفه لقوته وتصرفه. وأما الحرف فلا يجوز حذفه لضعفه(١)، ألا ترى أنّ (إِنَّ) وأخواتها لا يُضمَرْنَ، وكذلك حروف الجزم العاملة في الأفعال لاتُضْمَرُ لضعفها. فإن قيل: فقد أعملتم (أن) بعد (حتّى) مضمرة وبعد الفاء، والواو و (أو)، وأعملتم (رب) بعد الواو مضمرة. قيل له: جاز ذلك(٢)؛ لأنّه بَقِي في الكلام ما ينوب عن المحذوف، ويقوم مقامه، وليس كذلك الباء وحروف الجر وغيرها من الحروف التي لا تُضمر؛ لأنها ليس لها ما يقوم مقامها، وهذا بَين. والله أعلم.
(١) في الأصل: (... حذفها لضعفها)، وهو تحريف، والتصويب من (ع).
(٢) في (ع): (قيل له: إنما جاز ...).