باب الاستفهام
  تفعل أفعل، ومَنْ عندك؟ وما عندك؟ لا يختص بشيء بعينه.
  وقد جاءت (مَنْ، وما) نكرتين في الخبر، وإذا كان كذلك فلا بُدَّ لهما من صفة توضحهما، والدليل على ذلك قول الشاعر:
  ٢٦٠ - ياربِّ مَنْ يُبْعْضُ أَزْوَادَنا ... رُحْنَ عَلَى بَعْضائه وَاعْتَدَيْن
  وقول الآخر:
  ٢٦١ - رُبَّمَا تَجْزَعُ النَّفوسُ مِنَ الأَمْرِ ... لَهُ(١) فَرْجَةٌ كَحَلَّ العِقالِ
  فأدخل (رب) على (مَنْ، وما)، و (رُبَّ) مختصة بالنكرات. فأما باقي الفصل فقد تقدم الكلام فيه.
  قال: «وإعراب الجواب على إعراب السؤال إن رفع رفعت وإن نصب نصبت، وإن جر جررت، يقول: مَنْ هذا؟ فتقول: زيد، فترفع (زيداً)(٢)؛ لأن (من) مرفوعة بالابتداء، وإذا قال: من ضربت؟ قلت: زيداً، وإذا(٣) قال بِمَنْ مَررت؟ قلت: بزيد، فتأتي بحرف الجر؛ لأن حرف الجر لا يُضْمَرُ».
  اعلم أنه إنما وجب أن يكون إعراب الجواب مطابقا لإعراب السؤال في رفعه ونصبه، وجره؛ لأن فيه إيضاحاً وبيانا للمسؤول عنه، ولو غيرت الإعراب لاشتبه بغيره، فَمِنْ ثَمَّ لَزِمَكَ أن تأتي بإعراب السؤال، وأنتَ مُخَيَّر بين إظهار
٢٦٠ - تقدم الشاهد برقم (٢٥٢).
(١) في الأصل و (ع): (لها) وهو سهو.
٢٦١ - تقدم برقم (٨٢).
(٢) (زيدا): ليست في (مل).
(٣) في الأصل: (وإذْ)، وهو تحريف، والتصويب من (ع) و (مل).