البيان في شرح اللمع لابن جني،

عمر الكوفي أبو البركات (المتوفى: 539 هـ)

باب ما يدخل في الكلام فلا يغيره

صفحة 690 - الجزء 1

  فإذا قلت: متى زيد قائم؟ لم يَجُزْ في (قائم) إلا الرفع لكونه خبر المبتدأ؛ وذلك أن (متى) لا يجوز أن تجعلها في هذه المسألة خبراً مقدماً؛ لأنها ظرف زمان فلا تقع خبراً عن جنّة، ولو وضعت مكان (زيد) اسما حدثا جاز لك الرفع والنصب على المسألة الأولى المذكورة في (كيف وأين)؛ وذلك لأن ظروف الزمان يُخْبَرُ بها عن الأحداث على ما مضى بيانه. فإذا جعلت (متى) خبراً مقدما كان نائبا عن (مستقر) ونصبت ما وقع بعد المبتدأ على الحال على ما مضى.

  وما يأتيك فقس عليه. والله أعلم بالصواب.