البيان في شرح اللمع لابن جني،

عمر الكوفي أبو البركات (المتوفى: 539 هـ)

باب الخطاب

صفحة 699 - الجزء 1

  فأما (أُولئك) فيسأل به عن النساء والرجال؛ لأنّه تصح الإشارة به إليهما؛ لأنه جمع لـ (الذي) و (التي)⁣(⁣١).

  قال: «وتقول: قَبَضْتُ ذَيْنِكَ الدِّرْهَمَيْنِ، وَاسْتَوفَيْتُ تَيْنكَ المائَتَيْنِ، وَهَلْ حَصَلَتْ عِندَكُما تانكما الجاريانِ؟ وَمَتى تَقْبِضْنَ ذَيْنِكُنَّ الأَلْفَيْنِ يانسوةُ؟ قال الله تعالى: {فَذَلِكُنَّ الَّذِي لُمْتُنَّنِي فِيهِ}⁣(⁣٢) [و]⁣(⁣٣) قال جل اسمه: {أَلَمْ أَنْهَكُمَا عَنْ تِلْكُمَا الشَّجَرَةِ}⁣(⁣٤) فاعرف وقس».

  اعلم أن هذا الفصل واضح؛ لأن الإشارة تجيء على قدر المشار إليه من التثنية والجمع والتأنيث وغير ذلك، قال تعالى: {وَنُودُوا أَنْ تِلْكُمُ الْجَنَّةُ أُورِثْتُمُوهَا}⁣(⁣٥)، وقال تعالى: {ذَلِكُمَا مِمَّا عَلَّمَنِي رَبِّي}⁣(⁣٦) وهو كثير. ولك أيضا أن تجعل مخاطبة الجماعة على لفظ الجنس أو تخاطب واحداً عن الجماعة، فيكون الكلام له والمعنى راجعا إليهم، قال الله تعالى: {ذَلِكَ أَدْنَى أَلَّا تَعُولُوا ٣}⁣(⁣٧) ولم يقل: ذلكم؛ لأن المخاطب هو النبي صلى الله عليه [وسلم]⁣(⁣٨). وفي مسائل الخطاب طول، وإلا كنا نأتي بها على وجهها وفي هذه مقنع لمن يتدبره. والله أعلم⁣(⁣٩).


(١) في (ع): (لأنه جمع الذي والتي).

(٢) يوسف: (٣٢).

(٣) تكملة من (ع).

(٤) الأعراف: (٢٢).

(٥) الأعراف: (٤٣).

(٦) يوسف: (٣٧).

(٧) النساء: (٣).

(٨) زيادة من (ع).

(٩) في (ع): (والله أعلم بالصواب).