باب الخطاب
  فأما (أُولئك) فيسأل به عن النساء والرجال؛ لأنّه تصح الإشارة به إليهما؛ لأنه جمع لـ (الذي) و (التي)(١).
  قال: «وتقول: قَبَضْتُ ذَيْنِكَ الدِّرْهَمَيْنِ، وَاسْتَوفَيْتُ تَيْنكَ المائَتَيْنِ، وَهَلْ حَصَلَتْ عِندَكُما تانكما الجاريانِ؟ وَمَتى تَقْبِضْنَ ذَيْنِكُنَّ الأَلْفَيْنِ يانسوةُ؟ قال الله تعالى: {فَذَلِكُنَّ الَّذِي لُمْتُنَّنِي فِيهِ}(٢) [و](٣) قال جل اسمه: {أَلَمْ أَنْهَكُمَا عَنْ تِلْكُمَا الشَّجَرَةِ}(٤) فاعرف وقس».
  اعلم أن هذا الفصل واضح؛ لأن الإشارة تجيء على قدر المشار إليه من التثنية والجمع والتأنيث وغير ذلك، قال تعالى: {وَنُودُوا أَنْ تِلْكُمُ الْجَنَّةُ أُورِثْتُمُوهَا}(٥)، وقال تعالى: {ذَلِكُمَا مِمَّا عَلَّمَنِي رَبِّي}(٦) وهو كثير. ولك أيضا أن تجعل مخاطبة الجماعة على لفظ الجنس أو تخاطب واحداً عن الجماعة، فيكون الكلام له والمعنى راجعا إليهم، قال الله تعالى: {ذَلِكَ أَدْنَى أَلَّا تَعُولُوا ٣}(٧) ولم يقل: ذلكم؛ لأن المخاطب هو النبي صلى الله عليه [وسلم](٨). وفي مسائل الخطاب طول، وإلا كنا نأتي بها على وجهها وفي هذه مقنع لمن يتدبره. والله أعلم(٩).
(١) في (ع): (لأنه جمع الذي والتي).
(٢) يوسف: (٣٢).
(٣) تكملة من (ع).
(٤) الأعراف: (٢٢).
(٥) الأعراف: (٤٣).
(٦) يوسف: (٣٧).
(٧) النساء: (٣).
(٨) زيادة من (ع).
(٩) في (ع): (والله أعلم بالصواب).