البيان في شرح اللمع لابن جني،

عمر الكوفي أبو البركات (المتوفى: 539 هـ)

باب الإمالة

صفحة 702 - الجزء 1

  وفي سكرى: سكرى، وفي حُبارى: حُبارى؛ لأنك لو اشتققت منه فعلاً بالزيادة لقلت: حَبْلَيْتُ، وَسَكرَيْتُ، وَحَبريت، وكذلك كل ألف تجاوز الثلاثة⁣(⁣١). الألف⁣(⁣٢) التي يُكْسَرُ ما قبلها في بعض الأحوال نحو قولك⁣(⁣٣) في خَافَ: خاف⁣(⁣٤) وفي صَارَ: صار لقولك: خفت وصرت⁣(⁣٥).

  الإمالة للإمالة نحو قولك: رَأَيْتُ عِمادا، أَمَلتَ فتحة الميم لكسرة العين، ثم أملت فتحة الدال للإمالة قبلها، وكذلك كتبت كتابا، وعملتُ حسابا».

  اعلم أن هذا التمثيل شرح فلا يحتاج إلى كبير بيان إلا أنني أشير إله ليزداد وضوحاً.

  فأما⁣(⁣٦) ألف (حائِد) و (حامد) فإنّ اسم الفاعل أبداً يكون بعد ألفه كسرة، فينحون بالألف نحوها للتقارب والتجانس على مامضى.

  وكذلك (شَيْبانُ) و (عَيْلانُ)⁣(⁣٧) أَمَلْت الألف بعد الياء؛ لئلا يحصل تصعد بعد التسفّل.


(١) في (مل): (... تجاوزت الثلاثة).

(٢) في (ع): (والألف).

(٣) (نحو قولك): ساقط من (ع).

(٤) في (مل) زيادة: (وفي هاب: هاب).

(٥) في (مل): (... وهبت وصرت).

(٦) في (ع): (فأما).

(٧) في الأصل و (ع): (غيلان): بالغين المعجمة، وهي وإن كان التمثيل يصح بها إلا أن ما أثبته هو الصحيح وما في النسخ تصحيف؛ لأن المؤلف ذكر (عيلان) والشارح إنما يشرح كلامه.