باب المعرب والمبني
  (تالله) مكان (والله). ثم احتاجوا إلى حرف رابع فجاؤوا بالنون؛ لأنها تكون إعراباً في [قولك](١): (تفعلون، وتفعلان، وتفعلين) كما تكون حروف المد واللين إعراباً، وفيها غُنَّةٌ في الخيشوم تجري فيه كما تجري حروف المد واللين، وتُبْدَلُ منها الألف في الوقف، نَحوُ: رأيتُ زيدا، فجرت مجرى حروف المد واللين.
  قال: «وحرف الإعراب من كل معرب آخرهُ، نَحْوُ: الدال من (زيد) والميم من (يقوم)».
  اعلم أن حرف الإعراب عند (سيبويه)(٢) هو آخر الكلمة معربة كانت الكلمة أو(٣) مبنية(٤)، ذكر ذلك (أبو سعيد) في الشرح، قال(٥): وإِنما سُميت حروف الإعراب؛ لأنَّ الإعراب متى كان لم يوجد إلا فيها. وقال في موضع آخر(٦): سميت حروف إعراب وإن لم تكن الكَلِمَةُ(٧) مُعْرَبَةً على كل حال؛ لأنَّ الإعراب يكون في هذه الحروف دون غيرها. ومثال ذلك الحروف الزوائد عشرة يجْمَعُها: (اليوم تَنْساهُ)، و (سألْتُمونيها)، و (هَوِيْتُ السَّمانَ)، ويُنْشَدُ:
  ٢ - هَوَيتُ السَّمانَ فَشَيَّبْنَني ... وَمَا كُنْتُ قِدْمًا هَويتُ السَّمانا
(١) زيادة من (ع).
(٢) الكتاب: ١/ ٢.
(٣) انظر ما سلف ص ١٩ - الحاشية (٢).
(٤) في (ع): (... مبنية غير معربة ...).
(٥) شرح الكتاب للسيرافي: ج ١/ الورقة: ١٧/أ.
(٦) نفس المصدر السابق.
(٧) في الأصل: (الكلم)، وهو تحريف، والتصويب من (ع).
٢ - البيت من المتقارب.
وهو في شرح المفصل لابن يعيش: ٩/ ١٤١، والأشباه والنظائر: ١/ ٢٠٨.