البيان في شرح اللمع لابن جني،

عمر الكوفي أبو البركات (المتوفى: 539 هـ)

باب المعرب والمبني

صفحة 25 - الجزء 1

  (تالله) مكان (والله). ثم احتاجوا إلى حرف رابع فجاؤوا بالنون؛ لأنها تكون إعراباً في [قولك]⁣(⁣١): (تفعلون، وتفعلان، وتفعلين) كما تكون حروف المد واللين إعراباً، وفيها غُنَّةٌ في الخيشوم تجري فيه كما تجري حروف المد واللين، وتُبْدَلُ منها الألف في الوقف، نَحوُ: رأيتُ زيدا، فجرت مجرى حروف المد واللين.

  قال: «وحرف الإعراب من كل معرب آخرهُ، نَحْوُ: الدال من (زيد) والميم من (يقوم)».

  اعلم أن حرف الإعراب عند (سيبويه)⁣(⁣٢) هو آخر الكلمة معربة كانت الكلمة أو⁣(⁣٣) مبنية⁣(⁣٤)، ذكر ذلك (أبو سعيد) في الشرح، قال⁣(⁣٥): وإِنما سُميت حروف الإعراب؛ لأنَّ الإعراب متى كان لم يوجد إلا فيها. وقال في موضع آخر⁣(⁣٦): سميت حروف إعراب وإن لم تكن الكَلِمَةُ⁣(⁣٧) مُعْرَبَةً على كل حال؛ لأنَّ الإعراب يكون في هذه الحروف دون غيرها. ومثال ذلك الحروف الزوائد عشرة يجْمَعُها: (اليوم تَنْساهُ)، و (سألْتُمونيها)، و (هَوِيْتُ السَّمانَ)، ويُنْشَدُ:

  ٢ - هَوَيتُ السَّمانَ فَشَيَّبْنَني ... وَمَا كُنْتُ قِدْمًا هَويتُ السَّمانا


(١) زيادة من (ع).

(٢) الكتاب: ١/ ٢.

(٣) انظر ما سلف ص ١٩ - الحاشية (٢).

(٤) في (ع): (... مبنية غير معربة ...).

(٥) شرح الكتاب للسيرافي: ج ١/ الورقة: ١٧/أ.

(٦) نفس المصدر السابق.

(٧) في الأصل: (الكلم)، وهو تحريف، والتصويب من (ع).

٢ - البيت من المتقارب.

وهو في شرح المفصل لابن يعيش: ٩/ ١٤١، والأشباه والنظائر: ١/ ٢٠٨.