البيان في شرح اللمع لابن جني،

عمر الكوفي أبو البركات (المتوفى: 539 هـ)

باب الإعراب والبناء

صفحة 27 - الجزء 1

باب الإعراب والبناء

  قال: «الإعراب ضد البناء في المعنى ومثله في اللفظ والفرق بينهما زوال الإعراب لتغير العامل وانتقاله ولزوم البناء الحادث عن غير عامل وثباته».

  اعْلَمْ أَنَّه لما ذكر المعرب والمبني ذكر بعدهما الإعراب والبناء؛ لأنَّ الإعراب يكون في المعربات والبناء يكون في المبنيات. وقد ذكرنا أن الإعراب هو الحركات وأن أصله البيان. ولما كان الإعراب حركَةً، والبناء سُكونًا صارا ضِدَّيْنِ؛ لأن الحركة ضد السكون، والشَّيْءُ لا يكون متحرك ساكنا في حال⁣(⁣١) واحدة، هذا محال، فهذه المُضادَّةُ بينهما. فأما كون البناء مثل الإعراب في اللفظ؛ فلان⁣(⁣٢) المبني حدثت⁣(⁣٣) فيه حركات من نفس الكلمة لا بعامل أوجب ذلك، على ما يجيء بيانه، فساوى الإعراب في الصيغَةِ وإن كان الإعراب ينتقل، والبناء لا ينتقل.

  وحد الإعراب: هو اختلاف أواخر الكلم باختلاف العوامل فيها.

  وحد البناء: هو ثبات الكلمة على ما تستحقه من حركة أو سكون لغير حدوث عامل فيها.

  قال: «والإعراب أربَعَةُ أَضْرُب: رفع، ونَصْبٌ، وجَر، وجزم.

  فالرفع / والنَّصْبُ يشترك فيهما الاسم والفعلُ، والجَرُّ يَخْتص


(١) في (ع): (حالة).

(٢) في (ع): (لأنَّ) بدون فاء.

(٣) في (ع): (حديث)، وهو تحريف.