باب الإعراب والبناء
  بالأسماء ولا يدخل الأفعال، والجَزْمُ يختص بالأفعال ولا يدخل الأسماء.
  اعلم أن الإعراب لما كان ينقسم أقسامًا احتاجوا أَنْ يُلَقَّبوا كُلَّ قِسْم منه بلقب يَتَمَيَّزُ به من الآخر، ولما كان البناء ينقسم أقسامًا تُشَابِهُ هذه الأقسام لَقَبوهُ ألقابا غَيْرَها، وإن كانت مُقاربَةً لها في المعنى، فقالوا: الإعراب: رفع، ونَصب، وجر، وجزم، والبناء: وقف، وفتح، وكسر، وضَمٌ. وإِنَّما بَدأ بالرفع؛ لأن الرفع لا بد للكلام منه، ولا يوجد كلام مفيد خاليا من مرفوع ظاهر أو مُضمر، فلما افتقر الكلام إليه قدم في الرُّتْبَةِ، ألا ترى أنَّ الاسم لمّا كان بهذه المثابة قدم على الفعل والحرف. ثم ذكر النصب بعد الرفع؛ لأنَّ النَّصْبَ فضلة على(١) المرفوع، نَحوُ: ضَرَبَ زَيْدٌ عَمْرًا، فجاء به؛ لأنه يليه. ثم ذكر الجر؛ لأنَّ الجَر فَضْلة على الفضلة؛ لأنَّ الاسم المجرور لا يخلو أن يَنْجَرَ بإضافة اسم أو بإضافة حرف، فإن كان بإضافة حرف فإنَّ الجار والمجرور يكونان في موضع نصب وهو الأكثر، وربَّما جاءا في موضع رفع(٢)، فإن(٣) كان الاسم مجروراً بإضافة اسم مثله إليه، فإنَّ المجرور من تمام ذلك الاسم، فيكون المجرور كبعض الاسم، فيصير فضلةً على ما يجوز أن يكون فضلة(٤) فلذلك أُخر.
  فأما الجزم فإِنَّهُ قَطع الحركة أو الحرف، ولا يكون [إلا في](٥) الأفعال
(١) في الأصل: (عن المرفوع) والذي أثبته من (ع) لـ سب قوله بعد ذلك: (لأن الجر فضلة على الفضلة).
(٢) وذلك عندما يكون الجار والمجرور نائب فاعل لفعل لم يسم فاعله.
(٣) في (ع): (وإن).
(٤) لأن الاسم المضاف عندما يكون منصوباً أو مجروراً بحرف الجر يكون فضلة. ويكون المضاف إليه في هذه الحالة فضلة على فضلة.
(٥) تكملة من (ع).