[ما يستحسن حال التوجه إلى عرفات]
[ما يستحسن حال التوجه إلى عرفات]
  وَمِمَّا اسْتُحْسِنَ حَالَ التَّوَجُّهِ إِلَى عَرَفَاتٍ قِرَاءَةُ فَاتِحَةِ الْكِتَابِ، وَسُوْرَةِ القَدْرِ، ثُمَّ تَقُولُ: اللَّهُمَّ إِلَيْكَ صَمَدْتُ، وَإِيَّاكَ اعْتَمَدْتُ، وَوَجْهَكَ أَرَدْتُ، وَأَمْرَكَ اتَّبَعْتُ، وَقَوْلَكَ صَدَّقْتُ، أَسْأَلُكَ أَنْ تُبَارِكَ لِي في رِحْلَتِي، وَأَنْ تَقْضِيَ لِي حَاجَتِي، وَتُنْجِحَ لِي طَلِبَتِي(١)، وَتُبَاهِيَ بِي اليَوْمَ مَنْ هُوَ أَفْضَلُ مِنِّي.
  اللَّهُمَّ صَلِّ عَلَى مُحَمَّدٍ وَآلِهِ، وَأَعِنِّي عَلَى تَمَامِ مَنَاسِكِي، وَزَكِّ عَمَلِي، وَاجْعَلْهَا خَيْرَ غُدْوَةٍ غَدَوْتُهَا، وَأَقْرَبَهَا مِنْ رِضْوَانِكَ، وَأَبْعَدَهَا مِنْ سَخَطِكَ.
  ثُمَّ تُلَبِّي وَتَرْفَعُ صَوْتَكَ رَفْعًا مُتَوَسِّطًا، وَعَلَيْكَ بِالْسَّكِيْنَةِ وَالْخُشُوعِ، وَالوَقَارِ وَالْخُضُوعِ.
  قَالَ فِي خَبَرِ الصَّادِقِ #: «فَسَارَ رَسُولُ اللهِ ÷»، إِلَى قَوْلِهِ:
  «حَتَّى أَتَى عَرَفَةَ، فَوَجَدَ الْقُبَّةَ قَدْ ضُرِبَتْ لَهُ بِنَمِرَةَ، فَنَزَلَ بِهَا، حَتَّى إِذَا زَاغَتِ الشَّمْسُ أَمَرَ بِالْقَصْوَاءِ، فَرُحِلَتْ(٢) لَهُ، فَأَتَى بَطْنَ الْوَادِي، فَخَطَبَ النَّاسَ وَقَالَ: «إِنَّ دِمَاءَكُمْ وَأَمْوَالَكُمْ حَرَامٌ عَلَيْكُمْ، كَحُرْمَةِ يَوْمِكُمْ هَذَا، فِي شَهْرِكُمْ هَذَا، فِي بَلَدِكُمْ هَذَا، ...»»، إِلَى آخِرِ الْخُطْبَةِ النَّبَوِيَّةِ الَّتِي قَرَّرَ فِيْهَا مَعَالِمَ الإِسْلَامِ،
(١) «الطَّلِبَةُ - بِكَسْرِ اللَّامِ -: الشَّيْءُ الْمَطْلُوبُ». تمت (مختار الصحاح).
(٢) «قَوْلُهُ: فَرُحِلَتْ - هُوَ بِتَخْفِيفِ الْحَاءِ -: أَيْ جُعِلَ عَلَيْهَا الرَّحْلُ». أفاده النووي في شرحه.