ترجمة المؤلف
  وَأَيْضًا فَإِنَّمَا يَتِمُّ لَوْ كَانَ الْعِلْمُ ذَاتِيًّا لِمَا تَحْتَهُ وَكَانَ تَصَوُّرُ شَيْءٍ مِنْ أَفْرَادِهِ بِالْكُنْهِ بَدِيهِيًّا، وَهُمَا مَمْنُوعَانِ.
  الثَّانِي: لَوْ كَانَ كَسْبِيًّا فَإِمَّا أَنْ يُعْرَفَ بِنَفْسِهِ أَوْ بِغَيْرِهِ، الْأَوَّلُ بُطْلَانُهُ ضَرُورِيٌّ، وَالثَّانِي نَظَرِيٌّ؛ لِأَنَّ غَيْرَهُ إِنَّمَا يُعْلَمُ بِهِ، فَلَوْ عُلِمَ بِغَيْرِهِ لَزِمَ الدَّوْرُ.
  قُلْنَا: غَيْرُ الْعِلْمِ إِنَّمَا يُعْلَمُ بِحُصُولِ عِلْمٍ جُزْئِيٍّ لَا بتَصَوُّرِ حَقِيقَةِ الْعِلْمِ، وَالَّذِي نُرِيدُ عِلْمَهُ بِغَيْرِ الْعِلْمِ تَصَوُّرَ حَقِيقَةِ الْعِلْمِ فَلَا دَوْرَ.
  وقِيلَ: لِعُسْرِ تَحْدِيدِهِ، وَإِنَّمَا يُعْرَفُ بِالْقِسْمَةِ أَوِ الْمِثَالِ.
  قُلْنَا: إِنْ أَفَادَا تَمْيِيزًا صَلُحَا مُعَرِّفًا، وَإِلَّا لَمْ تَحْصُلْ بِهِمَا مَعْرِفَةٌ.
  وَقِيلَ: يُحَدُّ، فَهُوَ: اعْتِقَادٌ جَازِمٌ مُطَابِقٌ ثَابِتٌ. وَلَيْسَ بِجَامِعٍ؛ لِخُرُوجِ عِلْمِ اللهِ تَعَالَى، وَالتَّصَوُّرِ.
  وَالْأَوْلَى: إِدْرَاكٌ يَتَجَلَّى بِهِ الْمُدْرَكُ لِلْمُدْرِكِ. أَوْ صِفَةٌ يَتَجَلَّى بِهَا الْمذْكُورُ لِمَنْ هِيَ لَهُ.
  وَبِالثَّانِي كَذَلِكَ: الصُّورَةُ الْحَاصِلَةُ مِنَ الشَّيْءِ فِي الْعَقْلِ أَوْ عِنْدَهُ.
  فَإِنْ كَانَ إِذْعَانًا بِنِسْبَةٍ فَتَصْدِيقٌ، وَإِلَّا فَتَصَوُّرٌ،
  وَكُلٌّ مِنْهُمَا ضَرُورِيٌّ وَنَظَرِيٌّ.
  وَالنَّظَرُ: الْفِكْرُ الْمَطْلُوبُ بِهِ عِلْمٌ أَوْ ظَنٌّ.
  وَقِيلَ: مُلَاحَظَةُ الْمَعْقُولِ لِتَحْصِيلِ الْمَجْهُولِ.
  وَالاعْتِقَادُ يُقَالُ: عَلَى التَّصْدِيقِ، وَعَلَى الْيَقِيِنِ.