المناهل الصافية شرح المقدمة الشافية،

لطف الله بن محمد الغياث الظفيري (المتوفى: 1035 هـ)

النسبة لما كان على حرفين بسبب حذف ثالثه

صفحة 149 - الجزء 1

  (ووشوي في شية) هذا مثال للضرب الثاني؛ إذ أصله وشية، فحذفت الفاء، فإذا نسبت إليه وجب رد المحذوف؛ إذ ليس في الكلمات المعربة الثنائية⁣(⁣١) ما ثانيه حرف علة، وكانت التاء قائمة مقام الثالث فلم يكن قبل حذفها على حرفين، فلما حذفت للنسبة بقي على حرفين، فلما احتيج إلى ثالث كان المحذوف هو الأولى بأن يؤتى به، وبقيت كسرة السين على حالها، ولم تجعل ساكنة كما كانت في الأصل؛ لأن الفاء وإن كانت أصلاً إلا أن ردها هاهنا للضرورة، وهي ما ذكرنا⁣(⁣٢)، وهذه الضرورة عارضة في النسبة فلم يعتد بها؛ فلم تحذف كسرة العين اللازمة لها عند حذف الفاء، فصار وِشِيِيّ كإِبِلِي، ففتح العين كما في إبَلي، وقلبت الياء واواً كما في حيوي.

  ولعلك تقول: بقي قسم لم يعلم حكمه، وهو ما كان المحذوف عينه وهو معتل اللام فنقول: ذلك غير موجود⁣(⁣٣)؛ إذ لم تحذف العين إلا في سه اتفاقاً، ومذ على قول⁣(⁣٤).

  (وقال الأخفش:) ترد العين إلى سكونها الأصلي لما ردت الفاء، فيقال: (وِشْيِيّ على الأصل) كقِنْيِيّ⁣(⁣٥) ولا تستثقل الياءات؛ لأجل سكون العين.

  والثاني⁣(⁣٦) ضرب واحد، أشار إليه بقوله: (وإن كانت لامه صحيحة والمحذوف غيرها) من فاء أو عين (لم يرد، كعدي) في عدة، (وزِنِي) في زنة، والمحذوف فيهما الفاء؛ إذ أصلهما: وعدة ووزنة، فلا ترد الفاء في النسبة؛ لكون


(١) المستقلة. تمت ... ولا يشكل على هذا بذو؛ لأنها لم تستعمل مقطوعة عن الإضافة، فهي من قبيل ما لا يستقل بنفسه. تمت. نيسابوري.

(٢) يعني من أنه ليس في الكلمات المعربة الثنائية ... إلخ.

(٣) أي: مع مصيره على حرفين، احتراز من نحو: مري ويُري مخففي مرئي ويرئي علمين، فتقول في النسبة: مري ويري.

(٤) واللام فيهما صحيحة.

(٥) في قنية. تمت.

(٦) وهو الذي يمتنع رد محذوفه. تمت.