أحكام التقاء الساكنين
  (و) كذلك نحو: (اغزوا(١)) يا قوم، (وارمي) يا هندُ؛ إذ الأمر هو المضارع بإسقاط حرف المضارعة.
  أو بأن يكون(٢) أولَ نوني التأكيد المدغم أحدهما في الآخر، (و) ذلك نحو: (اغزنَّ(٣)) يا قوم، (وارمِنّ) يا هند، فإنه يسقط فيهما الضميران؛ لاتصال النون الساكنة بهما، أو كان(٤) الساكن الثاني أول كلمة منفصلة (و) ذلك نحو: (يخشى القوم، ويغزو الجيش، وترمي الغرض) وهو الهدف.
  وإنما قلنا: «إن لم يمنع مانع» احتراز عن نحو: «مسلمان ومسلمون ويسلمان ويسلمون(٥)»، فإن النون في الأصل ساكن، ونحو: اضربان، فإن الألف(٦) لا تحذف؛ لحصول اللبس في الأمثلة المذكورة، ومن نحو: اضربنان في جمع المؤنث؛ إذ لو حذفت الألف لنُقض الغرض من الإتيان بها، وهو كراهة اجتماع النونات.
  فإن قيل: لما كان الموجب لحذف المد التقاء الساكنين كان ينبغي إذا زال سكون الثاني أن يعود المد لزوال الموجب، مع أنه لم يعد في بعض المواضع، قلنا: أشار المصنف إلى جوابه بقوله: (والحركة في نحو: «خف الله، واخشوا(٧)
(١) أصله: اغزووا، استثقلت الضمة على الواو فحذفت؛ فالتقى ساكنان: الواو التي حذفت ضمتها وواو الضمير، فحذفت الأولى. تمت. ركن. وكذلك: ارمي، أصله: ارميي، استثقلت الكسرة على الياء فحذفت؛ فالتقى ساكنان: هذه الياء وياء الضمير، فحذفت تلك الياء. تمت. منه ¦.
(٢) أي: الساكن الثاني، فقوله «وبأن يكون ... إلخ» معطوف على قوله: «بأن يكون ضميراً».
(٣) اصله: اغزوونَّ، فحذفت الواو الأولى لما تقدم في اغزوا، فصار اغزونَّ، فحذفت الضمة للاستثقال والواو لالتقاء الساكنين. تمت. ركن.
(٤) هذا هو الطرف الثالث من قوله: سواء كان الساكن الثاني من كلمة الأول أو كان كالجزء منها ... إلخ.
(٥) إذ يلتبس نحو: مسلمان ومسلمون بالمفرد المنصوب والمرفوع المنونين، وفي نحو: يسلمان ويسلمون بالفعل المؤكد بالنون الخفيفة في بدء النظر، وفي نحو: اضربان بالواحد. تمت.
(٦) وكذا الواو، وهي عبارة الرضي، وهي موجودة في نسخة من المناهل.
(٧) أصله: اخشيوا الله، تحركت الياء وانفتح ما قبلها فقلبت ألفاً، ثم حذفت الألف لالتقاء الساكنين. تمت. ركن معنى.