أحكام التقاء الساكنين
  الله، واخشَوُنَّ، واخشَيِنَّ» - غير معتد بها -)؛ لعروضها، يعني أن حركة اللام في: خف الله، والواو في: اخشوا الله عرضت لأجل كلمة منفصلة وهي الله - فلم يعتد بها، فلم ترجع الألف المحذوفة، وكذلك حركة واو «اخشون»، وياء «اخشين»؛ لأن النون المتصلة بالضمائر البارزة كالكلمة المنفصلة(١) على ما ذكر المصنف في آخر الكافية.
  (بخلاف) حركة لام الكلمة لألف الضمير (نحو: خافا)، أو واو الجمع نحو: خافوا، أو ياء المخاطبة نحو: خافي - فيعتد بها؛ لكون كل منها(٢) كالجزء من الفعل، أو لنون التأكيد (و) ذلك نحو: (خافنّ) يا زيد، فيعتد بها أيضاً؛ إذ اتصلت نون التأكيد بالفعل الذي هي تأكيد له فكانت كالجزء، بخلاف اتصالها(٣) بالضمير البارز في نحو: اخشون فإنها اتصلت بما ليست تأكيداً له؛ إذ هي تأكيد للفعل لا له(٤).
  (فإن لم يكن) أول الساكنين (مدة حرك) الأول غالباً؛ ليرتفع موجب المنعِ من التلفظ بالثاني أو الاستثقالِ، وقلنا: غالباً؛ لأنه قد لا يحرك بل يُحذف، كما في نون التأكيد الخفيفة(٥)، ولدن(٦)، وتنوين العلم الموصوف بابن أو ابنة مضافاً إلى علم.
  (نحو: اذهبِ اذهب) فتحرك الباء من اذهب الأول لملاقاتها ذال اذهب
(١) بسبب توسط الضمير بينهما. تمت.
(٢) عبارة الرضي: وأما حركة اللام في خافا وخافوا وخافي وخافَنّ فإنها مع عروضها صارت كالأصلية بسبب اتصال الضمير المرفوع المتصل الذي هو كجزء الفعل، واتصال نون التأكيد بنفس الفعل.
(٣) أي: نون التأكيد. تمت.
(٤) أي: لا للضمير البارز. تمت.
(٥) كقوله:
لا تهين الفقير علك أن ... تركع يوماً والدهر قد رفعه
ونحو: اضربَ الرجل - بفتح الباء - أي: اضربن. تمت. ابن جماعة.
(٦) نحو: ما رأيته من لد الصباح. وقد جاءت هذه ثابتة قليلاً في قول الشاعر:
تنتهض الرعدة في ظهيري ... من لدن الظهر إلى العصير