المناهل الصافية شرح المقدمة الشافية،

لطف الله بن محمد الغياث الظفيري (المتوفى: 1035 هـ)

أحكام التقاء الساكنين

صفحة 214 - الجزء 1

  الله، واخشَوُنَّ، واخشَيِنَّ» - غير معتد بها -)؛ لعروضها، يعني أن حركة اللام في: خف الله، والواو في: اخشوا الله عرضت لأجل كلمة منفصلة وهي الله - فلم يعتد بها، فلم ترجع الألف المحذوفة، وكذلك حركة واو «اخشون»، وياء «اخشين»؛ لأن النون المتصلة بالضمائر البارزة كالكلمة المنفصلة⁣(⁣١) على ما ذكر المصنف في آخر الكافية.

  (بخلاف) حركة لام الكلمة لألف الضمير (نحو: خافا)، أو واو الجمع نحو: خافوا، أو ياء المخاطبة نحو: خافي - فيعتد بها؛ لكون كل منها⁣(⁣٢) كالجزء من الفعل، أو لنون التأكيد (و) ذلك نحو: (خافنّ) يا زيد، فيعتد بها أيضاً؛ إذ اتصلت نون التأكيد بالفعل الذي هي تأكيد له فكانت كالجزء، بخلاف اتصالها⁣(⁣٣) بالضمير البارز في نحو: اخشون فإنها اتصلت بما ليست تأكيداً له؛ إذ هي تأكيد للفعل لا له⁣(⁣٤).

  (فإن لم يكن) أول الساكنين (مدة حرك) الأول غالباً؛ ليرتفع موجب المنعِ من التلفظ بالثاني أو الاستثقالِ، وقلنا: غالباً؛ لأنه قد لا يحرك بل يُحذف، كما في نون التأكيد الخفيفة⁣(⁣٥)، ولدن⁣(⁣٦)، وتنوين العلم الموصوف بابن أو ابنة مضافاً إلى علم.

  (نحو: اذهبِ اذهب) فتحرك الباء من اذهب الأول لملاقاتها ذال اذهب


(١) بسبب توسط الضمير بينهما. تمت.

(٢) عبارة الرضي: وأما حركة اللام في خافا وخافوا وخافي وخافَنّ فإنها مع عروضها صارت كالأصلية بسبب اتصال الضمير المرفوع المتصل الذي هو كجزء الفعل، واتصال نون التأكيد بنفس الفعل.

(٣) أي: نون التأكيد. تمت.

(٤) أي: لا للضمير البارز. تمت.

(٥) كقوله:

لا تهين الفقير علك أن ... تركع يوماً والدهر قد رفعه

ونحو: اضربَ الرجل - بفتح الباء - أي: اضربن. تمت. ابن جماعة.

(٦) نحو: ما رأيته من لد الصباح. وقد جاءت هذه ثابتة قليلاً في قول الشاعر:

تنتهض الرعدة في ظهيري ... من لدن الظهر إلى العصير