أحكام التقاء الساكنين
  الساكنة؛ إذ تحذف همزة الوصل، (ولم أبَلِهْ) أصله: أبالي، سقطت الياء بدخول الجازم، فكثر استعمال «لم أبالِ»؛ فطلب التخفيف؛ فجوزوا جزمه مرةً أخرى؛ فأسقطت حركة اللام؛ فسقط الألف للساكنين؛ فأُلحِق هاء السكت؛ لأن(١) اللام في تقدير الحركة؛ إذ هي(٢) إنما حذفت على خلاف القياس فكأنها ثابتة كما في: لم يره، ولم يخشه، والتقى ساكنان(٣)؛ فكسر الأول كما هو القياس، وأيضاً فالكسر حركته الأصلية.
  (وألم الله) يعني إذا وصلت «ألم» بـ «الله» فإنها تحرك ميمُ «ميمَ» بالفتح، فقيل: ذلك لالتقاء الساكنين بعد ذهاب همزة الدرج، وعليه بنى المصنف، وقيل: لنقل حركة الهمزة، واختاره الرضي؛ لما تقدم من أن أسماء حروف التهجي إذا لم تركب تركيب الإعراب في حكم الموقوف عليها، وأن بعضها غير متصل ببعض من حيث المعنى، وإن اتصلت من حيث اللفظ.
  (واخشوا الله، واخشي الله) حُرِّك الأول ولم يحذف؛ إذ ليس مداً؛ لفتح ما قبل الواو والياء، (ومن ثم(٤) قيل: اخشون واخشيِنّ؛ لأنه كالمنفصل) أي: حركة الواو والياء قبل نون التأكيد؛ لما عرف في النحو: من أن نون التأكيد مع الضمير البارز كالمنفصل. ولا فائدة لقوله: «كالمنفصل»؛ إذ الساكن الأول يُحرَّك إذا لم يكن مدة سواء كان الثاني كالمتصل مثل: الهاء في: لم أبله، أو منفصلاً كاخشوا الله، أو في حكم المنفصل كاخشون.
(١) دفع لما يقال: إن الهاء إنما يؤتى بها لبيان الحركة وهنا قد زالت، فأجاب بأن اللام ... إلخ. تمت.
(٢) أي: الحركة. تمت.
(٣) اللام وهاء السكت. تمت.
(٤) قوله: «ومن ثم ... إلخ» أي: لما ذكر من أنه إن لم يكن أول الساكنين مدة حرك الأول، وقال الشارحون في تفسير قوله: «ومن ثمة»: أي: ومن أجل أن نون التأكيد كالمنفصل، فأصل الكلام على ما ذكروه هكذا: «لأجل أن نون التأكيد كالمنفصل قيل: اخشون واخشين؛ لأنه كالمنفصل»، ولا يخفى فساده. تمت. جاربردي.