أحكام التقاء الساكنين
  (إلا) أن يمنع مانع من تحريك الأول، وذلك حيث يكون في تحريكه نقض للغرض بتسكينه(١)، وذلك (في نحو: انطَلْقَ) أمر من الانطلاق، شُبِّه «طَلِقْ» بـ «كتف» فسكن اللام؛ فالتقى ساكنان(٢)، فلو حُرِّك الأول لكان نقضاً للغرض، (و) كذا الكلام في لام (لم يلده) وأصله: لم يَلِدْه(٣)، قال [الطويل]:
  *** ... وذي ولدٍ لم يلْدَهُ أبوان(٤)
  (وفي نحو: رُدّ، ولم يَرُدّ) من الفعل المضاعف الساكن لامه للجزم أو للوقف، وأصله: اردُدْ، ولم يردُدْ، فأسكن الأول(٥) ليُدغم فتخف الكلمة بالإدغام، فالتقى ساكنان، فلو حرك الأول لكان نقضاً للغرض(٦). وتحريك الثاني في هذه الأفعال أعني نحو: انطلق وما بعده - (في تميم)، وأما الحجازيون فلا يفرعون كما تقدم، ولا يدغمون في نحو: اردد، ولم يردد، كما سيأتي في الإدغام(٧) إن شاء الله تعالى.
  وقوله: (مما فُرَّ من تحريكه للتخفيف فحرِّك الثاني) واضحٌ معناه مما تقدم، و «مما فُر من تحريكه» بيان لـ «نحو» في قوله: «في نحو انطلق».
  وقد يحرك الثاني أيضاً إذا كان آخرَ الكلمة المبنية، نحو: أمس، ومنذ، وأين،
(١) وهو التخفيف. تمت.
(٢) فحركوا القاف وفتحوها اتباعاً لحركة أقرب المتحركات إليها وهي فتحة الطاء. تمت. جاربردي. ولم يعتدوا بالحاجز لكونه شائعاً. تمت. ابن جماعة.
(٣) ثم لما سكن اللام تشبيهاً بكتف والتقى ساكنان حرك الدال بالفتح لما مر. تمت. جاربردي.
(٤) البيت لرجل من أزد السراة، وصدره: عجبت لمولود وليس له أب. أراد بالمولود عيسى #، وأراد بذي ولد آدم #، والشاهد فيه قوله: «لم يلْده» حيث سكن اللام وفتح الدال، وأصله: لم يلِدْهِ - بكسر اللام -. تمت.
(٥) بعد نقل حركته إلى الساكن قبله. تمت.
(٦) من الإدغام وهو التخفيف. تمت. جاربردي
(٧) لأن شرط الإدغام ألا يكون الثاني ساكناً. تمت. جاربردي. لئلا يلزم التقاء الساكنين على غير حده. تمت. حاشية ابن جماعة