المناهل الصافية شرح المقدمة الشافية،

لطف الله بن محمد الغياث الظفيري (المتوفى: 1035 هـ)

أحكام التقاء الساكنين

صفحة 217 - الجزء 1

  وكيف، وحيث؛ لئلا يلتبس وزن⁣(⁣١) بوزن، وأيضاً فيما فيه حرفُ علة⁣(⁣٢) تستثقل الحركة على حرف العلة إن لم يقلب، وإن قُلِب كان تصرفاً في غير المتمكن.

  (وقراءة حفص: ويتَّقْهِ) - بسكون القاف - (ليست منه) أي: مما حرك فيه ثاني الساكنين فراراً من نقض الغرض (على الأصح)، لا كما زعم الزمخشري، فإنه قال: أصله: يتَّقِ، ألحقت به هاء السكت فصار: تَقِهْ ككَتِفْ، فخفف بحذف حركة القاف، كما هو لغة بني تميم؛ فالتقى ساكنان، فحرك الثاني⁣(⁣٣)، أي: هاء السكت؛ لئلا يلزم نقض الغرض لو حرك الأول. وفيما قال ارتكاب تحريك هاء السكت، وهو بعيد⁣(⁣٤).

  وقال المصنف - وهو الحق -: بل الهاء فيه ضمير راجع إلى اسمه تعالى في قوله: {ويخش الله} وكان تَقِهِ ككَتِف، فخفف بحذف كسرة القاف، ثم حذف الصلة التي بعد هاء الضمير، أي: الياء؛ لأنه⁣(⁣٥) يحذف إذا كان الهاء بعد الساكن نحو: منه، وعنه، وعليه.

  (والأصل) فيما حرك من الساكنين - سواء كان هو الأول أو الثاني - أن تكون حركته (الكسر)؛ لأن السكون في الفعل - أي: الجزم - أقيم مُقَام الكسر في الاسم، أي: الجر، فلما احتيج إلى حركة قائمة مقام السكون مزيلة له أقيم الكسر مُقامه على سبيل التقاص. وقيل: لأنه⁣(⁣٦) من سجية النفس إذا لم تستكره على حركة أخرى.


(١) فكان يشتبه «فَعْل وفُعْل» الساكنا العين بالمتحركيها. تمت. رضي. يعني حيث كسروا الأول من الساكنين يحصل لبس ساكن العين بمتحركها فلم يعلم هل الحركة للتخفيف أو أصلية. تمت.

(٢) كأين وحيث وكيف. تمت.

(٣) بالكسر. تمت. لأنه لو كسر الأول لزم ما فر منه في الساكن الأول، وهو الكسر. تمت. حاشية ابن جماعة.

(٤) لأنها لغرض الوقف، كما أن همزة الوصل أن تكون متحركة؛ لأنها لغرض الابتداء، ولا يوقف إلا على ساكن، ولا يبتدأ إلا بمتحرك. تمت. هطيلا

(٥) أي: الصلة. تمت.

(٦) أي: الكسر. تمت.