[الابتداء]
  وهذه الوجوه مختلفة في المحل، أي: لكل وجه منها محل يثبت فيه غير محل الآخر. وقد يتشارك وجهان أو أكثر في محل واحد، كاشتراك الروم والإسكان في المتحرك. فمعنى قوله: «مختلفة في الحسن والمحل»: أنها قد تختلف فيهما، لا أنها لا تكون أبداً إلا مختلفة فيهما.
  وجملة الوجوه المذكورة اثنا عشر: الإسكان المجرد، والروم، والإشمام، وإبدال التنوين ألفاً، وقلب الألف واواً أو ياءً أو همزةً، وقلب التاء هاء، وإلحاق هاء السكت، وزيادة الألف، وحذف الواو والياء، وإبدال الهمزة من جنس حرف حركتها، والتضعيف، ونقل الحركة.
  (فالإسكان المجرد) عن روم وإشمام وتضعيف ونقل (في المتحرك) غير المنون مطلقاً(١)، والمنون غير المنصوب على الفصيح، كما سيأتي إن شاء الله تعالى.
  وأما الساكن فقد كفيت مؤنة إسكانه نحو: مَنْ، وكَمْ، بل لا يكون معه وجه من وجوه الوقف(٢).
  ولو قيل: إن سكون الوقف غير سكون الوصل لم يبعد، كما قيل في ضمة «فُلْك»، وحذفت الحركة لما ذكرنا من أن الوقف محل الاستراحة.
  (والروم في المتحرك، وهو) في اللغة: القصد، وفي الاصطلاح: (أن تأتي بالحركة) التي كانت على الآخر (خفية)؛ حرصاً على بيانها. وسمي روماً؛ لأنك تروم الحركة وتريدها حين لم تسقط(٣) بالكلية. ويدرك الرومَ الأعمى الصحيحُ السمع إذا استمع؛ لأن في آخر الكلمة صويتاً خفياً، قال:
  يُرى رومُنا والعمي تسمع صوتَه ... وإشمامُنا مثل الإشارة بالعَضْب
(١) منصوباً أو لا. تمت.
(٢) بل تقف بالسكون فقط. تمت.
(٣) عبارة الرضي: حين لم تسقطها بالكلية.