[الابتداء]
  (وعِرقات(١)) حكى الكوفيون: استأصل الله عِرقاتَهم - بفتح التاء - وكسرها أشهر، فنقول: (إن فُتِحَت تاؤه في النصب) كما في هذه الحكاية (فبالهاء) على أنه مفرد، اسم جمع، والألف للإلحاق بدرهم، كمعزى، (وإلا) تفتح التاء، بل كسرت - كما قلنا إنه الأشهر - (فبالتاء)؛ لأن كسرها في حال النصب يدل على أنه جمع عرق(٢)؛ إذ قد يؤنث(٣)، والأولى الوقف عليه بالتاء، كما في مسلمات.
  (وأما ثلاثه أربعه فيمن حرك) هاء ثلاثة (فلأنه) أي: المحرِّك (نقل حركة همزة القطع) من أربعة (لَمَّا وصل) ثلاثة بها، هذا جواب عن سؤال مقدر، تقديره: أنك قد قلت: إن التاء تبدل هاء في الوقف، و «ثلاثه» في «ثلاثه أربعة» ليس موقوفاً عليه؛ لأنه موصول بأربعة وإلا لم تنقل حركة الهمزة إلى الهاء. فأجاب بأن الوصل أجري مجرى(٤) الوقف؛ وذلك لأنه وصل ثلاثة بأربعة، ومع ذلك(٥) قلبت تاؤه هاء. كذا في شرح نجم الأئمة، وفي غيره نحوه. ولا يخفى عدم ظهور انطباقه على كلام المصنف، وأنه لا يبقى لقوله: «فيمن حرك» فائدة(٦)، وأن حق العبارة لو أراد ذلك(٧) أن يقول: وأما ثلاثه أربعه في الوصل فلإجرائه مجرى الوقف، أو نحو ذلك.
(١) العَرقاة، ويُكسَر، والعرقة - بالكسر ـ: الأصل، أو أصل المال، أو أرومة الشجر التي تتشعب منها العروق، وقولهم: «استأصل الله عرقاتَهم» إن فتحتَ أوله فتحتَ آخره، وهو الأكثر، وإن كسَرته كسَرته، على أنه جمع عِرقة - بالكسر ـ. تمت. قاموس.
(٢) في حاشية ابن جماعة: أي: جمع عرقة، كسدرة وسدرات. وكذا في القاموس كما في الحاشية السابقة.
(٣) أي: عرق. تمت.
(٤) حملاً للضد على الضد. تمت.
(٥) أي: مع أنه وصل. تمت.
(٦) لأن إجراء الوصل مجرى الوقف يحصل بقلبها هاء، حركت أم لم تحرك نحو: ثلاثه يا فتى. تمت. والله أعلم.
(٧) أي: إجراء الوصل مجرى الوقف.