المناهل الصافية شرح المقدمة الشافية،

لطف الله بن محمد الغياث الظفيري (المتوفى: 1035 هـ)

[الابتداء]

صفحة 243 - الجزء 1

  (وعِرقات(⁣١)) حكى الكوفيون: استأصل الله عِرقاتَهم - بفتح التاء - وكسرها أشهر، فنقول: (إن فُتِحَت تاؤه في النصب) كما في هذه الحكاية (فبالهاء) على أنه مفرد، اسم جمع، والألف للإلحاق بدرهم، كمعزى، (وإلا) تفتح التاء، بل كسرت - كما قلنا إنه الأشهر - (فبالتاء)؛ لأن كسرها في حال النصب يدل على أنه جمع عرق⁣(⁣٢)؛ إذ قد يؤنث⁣(⁣٣)، والأولى الوقف عليه بالتاء، كما في مسلمات.

  (وأما ثلاثه أربعه فيمن حرك) هاء ثلاثة (فلأنه) أي: المحرِّك (نقل حركة همزة القطع) من أربعة (لَمَّا وصل) ثلاثة بها، هذا جواب عن سؤال مقدر، تقديره: أنك قد قلت: إن التاء تبدل هاء في الوقف، و «ثلاثه» في «ثلاثه أربعة» ليس موقوفاً عليه؛ لأنه موصول بأربعة وإلا لم تنقل حركة الهمزة إلى الهاء. فأجاب بأن الوصل أجري مجرى⁣(⁣٤) الوقف؛ وذلك لأنه وصل ثلاثة بأربعة، ومع ذلك⁣(⁣٥) قلبت تاؤه هاء. كذا في شرح نجم الأئمة، وفي غيره نحوه. ولا يخفى عدم ظهور انطباقه على كلام المصنف، وأنه لا يبقى لقوله: «فيمن حرك» فائدة⁣(⁣٦)، وأن حق العبارة لو أراد ذلك⁣(⁣٧) أن يقول: وأما ثلاثه أربعه في الوصل فلإجرائه مجرى الوقف، أو نحو ذلك.


(١) العَرقاة، ويُكسَر، والعرقة - بالكسر ـ: الأصل، أو أصل المال، أو أرومة الشجر التي تتشعب منها العروق، وقولهم: «استأصل الله عرقاتَهم» إن فتحتَ أوله فتحتَ آخره، وهو الأكثر، وإن كسَرته كسَرته، على أنه جمع عِرقة - بالكسر ـ. تمت. قاموس.

(٢) في حاشية ابن جماعة: أي: جمع عرقة، كسدرة وسدرات. وكذا في القاموس كما في الحاشية السابقة.

(٣) أي: عرق. تمت.

(٤) حملاً للضد على الضد. تمت.

(٥) أي: مع أنه وصل. تمت.

(٦) لأن إجراء الوصل مجرى الوقف يحصل بقلبها هاء، حركت أم لم تحرك نحو: ثلاثه يا فتى. تمت. والله أعلم.

(٧) أي: إجراء الوصل مجرى الوقف.