المناهل الصافية شرح المقدمة الشافية،

لطف الله بن محمد الغياث الظفيري (المتوفى: 1035 هـ)

[حذف الواو والياء]

صفحة 250 - الجزء 1

  عارض للوقف فكان كالثابت، وتقديره هاهنا أولى؛ لئلا تعود الياء فيكون حال الوقف ظاهر الثقل، بخلاف الألف⁣(⁣١) في نحو: عصا، كما تقدم.

  وحكى أبو الخطاب ويونس عن الموثوق بعربيتهم: رد الياء؛ اعتداداً بزوال التنوين.

  وأما حال النصب فيجب قلب التنوين ألفاً نحو: رأيت قاضيا، إلا على لغة⁣(⁣٢) ربيعة.

  هذا، وما ذكرناه من مساواة «يا قاضي» للقاضي في أن إثبات الياء أكثر صرح به المصنف في شرح المفصل، وهو اختيار الخليل والمبرد؛ لما تقدم⁣(⁣٣)، واختار يونس وقواه سيبويه: حذف الياء؛ لأن المنادى موضع التخفيف.

  هذا في المنادى الذي لم تحذف عينه، أما نحو: «يا مُرِي» محذوف الهمزة اسم فاعل من أرأى فقد ذكر المصنف حكمه بقوله: (وإثباتها في نحو: «يا مُرِي» اتفاق) على وجوبه، وأصله: مُرْئي، نقلت حركة الهمزة إلى ما قبلها وحذفت، فصار مري، فلو حذفوا الياء أيضاً لأجحفوا بالكلمة بحذف بعد حذف لا لإعلال موجب؛ فلا يَرِدُ نحو: هذا مُرٍ⁣(⁣٤). ومثله⁣(⁣٥): المري والمني، من أنأى ينئي، ويا مني.

  (وإثبات الواو) التي هي لام الكلمة في الفعل نحو: زيد يدعو و يغزو (والياء) التي هي لام الكلمة في الاسم نحو: القاضي، والفعل نحو: يرمي (وحذفهما في الفواصل) وهي رؤوس الآي ومقاطع الكلام (والقوافي) وعنى بها أواخر الأبيات والأنصاف المصرّعة، جمع قافية من قفوت، أي: تبعت، كأن أواخر الأبيات يتبع بعضها بعضاً (فصيح) وإن كان الحذف في الفعل


(١) فتعود لأن الألف خفيفة، بخلاف الياء في قاضي. تمت.

(٢) فإنهم يحذفونه كالمرفوع والمجرور.

(٣) من أن الوقف محل الاستراحة والياء المكسور ما قبلها ثقيلة. تمت.

(٤) لأن الحذف فيه للإعلال وهو التقاء الساكنين، وهما: الياء والتنوين. تمت.

(٥) أي: مثل «يا مري» في وجوب إثبات الياء. تمت.